يوميات آدم و حواء لـ مارك توين

  لو كان أبوانا آدم وحوَّاء قد دوَّنا يومياتهما المبكِّرة، ماذا عساهما كانا لِيَكْتُبا؟! قرَّر «مارك توين» أن يقوم بالمهمة عنهما، فقدَّم لنا بِلُغَتِهِ الرَّاقية وأسلوبه الساخر صورةً عن حياة الرجل الأول والمرأة الأولى، كما كانا ليتحدَّثا عنها. في هذه المذكِّرات، يضيق آدم بصُحبة ذلك المخلوقِ طويلِ الشَّعَر، كثير الكلام، المولع بالتفاصيل، ويكاد لا يصدِّق أنه مخلوق من ضلعه؛ فهو لم يفقد ضلعًا من قبل! أما حوَّاء المفتونة بسحر الكون، تتأمَّل وجهها على صفحات الماء .

مقتطفات من الرواية

الجزء الأول من مذكرات آدم


الأثنين
يوميات آدم و حواء لـ مارك توينإن هذا المخلوق الجديد ، ذا الشعر الطويل ، يضايقني كثيرا . إنه دائم الحركة ، يتبعني أينما ذهبت . إنني أكره ذلك ؛ فلست معتادا وجود آخرين معي ، إنني أتمنى ان يبقى هذا المخلوق مع الحيوانات الأخرى ... إن اليوم كثير السحب ، و الرياح تهب من الشرق ، أظن اننا سنرى المطر قريبا .
(( إننا )) ! من أين تعلمت هذه الكلمة ؟ آه تذكرت ! إن المخلوق الجديد كثيرا ما يستعملها !
الثلاثاء
لقد كنت أتفرج على الشلال العظيم ... إنه أبدع شيء في هذه المنطقة كلها كما أعتقد ، إن المخلوق الجديد يطلق عليه اسم (( شلالات نياجرا )) ، لماذا ؟ لا اعلم ! فهو يقول إن الشلال يشبه شلالات نياجرا . إن هذا لا يعد سببا ، إنه مجرد صفاقة و غباء !
ليست لدي أي فرصة لتسمية الأشياء بأسمائها ، إن المخلوق الجديد يطلق اسما على كل شيء يقابله دون ان يترك لي فرصة الاعتراض ، و هو دائما يقدم لي نفس العذر ، فيقول انه يشبه شيئا ما . فهذا الطائر مثلا يشبه طائر (( الدودو )) ؛ و لذلك يجب أن يطلق عليه هذا الاسم ، و من الغريب انه لا يشبه طائر (( الدودو )) لا في قليل و لا كثير .
الأربعاء
لقد بنيت لنفسي مخبأ يقيني المطر ، و لكنني لم أستطع الانفراد فيه بنفسي ، فلقد تطفل علي المخلوق الجديد ، و لما حاولت ان أطرده من المخبأ ، أخرج ماء من ثقبي وجهه اللذين ينظر منهما ، و أخذ يمسح الماء بظهر مخالبه ، و بدأت تصدر منه أصوات تشبه أصوات الحيوانات الأخرى حينما تحس بالأسى ... إنني أتمنى الا يتكلم هذا المخلوق ، و لكنه لا يكف عن الكلام !
قد يبدو في هذا الكلام ما يمس كرامته ، و لكنني لم أتعمد ذلك ... لم أسمع في حياتي صوتا بشريا من قبل ؛ و لذلك فإن أي صوت جديد غريب يعكر صفو السكون في هذه الوحدة الحالمة ، يؤذي سمعي و يبدو كنغم شاذ ... إن هذا الصوت الجديد قريب جدا من اليسار ... لقد اعتدت فقط الأصوات التي تأتي من بعيد !
إن اطلاق الأسماء على المسميات لا ينقطع بالرغم من احتجاجي ... لقد كنت احتفظ باسم جميل لهذه المنطقة ، اسم جميل له رنين موسيقي ؛ (( حديقة عدن )) . إنني أطلق عليها هذا الاسم في قرارة نفسي . إن المخلوق الجديد يقول إنها تحتوي على غابات و صخور و مناظر طبيعية ؛ و لذلك فإنها لا تشبه الحديقة إطلاقا .


بيانات الرواية




الاسم : يوميات آدم و حواء
المؤلف : مارك توين
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 43
الحجم : 3.6 ميجا


تحميل كتاب يوميات آدم و حواء

 

 


تعليقات