عصفورة الثلج ونمر الماء الحكايات الشعبية للهنود الحمر لـ دبليو تي لينرد

".. استشار (نَمِر الماء) أمَّه (الحيّة)، فوافقت على أن تعيرَه جناح نورس يغطي زوجته بالكامل، ويمكّنها من الطيران إلى الشاطئ، لكنّها أوصته بأن يشدُّ زِمامَ ذيله بقوةٍ حول خاصرتيها وإلاّ هجرته حين تجد نفسَها قريبة من بيتها، ففعل ذلك، وحرص على وضع حزام من الجلد حولها خشية أن تجرح حلقات المعدن الأبيض جلدها الرقيق..".
على الرغم من الجانب الوعظي والتعليمي الكامن في بعض هذه الحكايات، إلاّ أنَّ ما يبرز أولاً وأخيراً هو لغتها الشعرية الساحرة والإطار التخييلي الذي ترسمه هذه اللغة.

مقتطفات من الرواية

عصفورة الثلج ونمر الماء الحكايات الشعبية للهنود الحمر لـ دبليو تي لينرد
لا يسعنا ونحن نقرأ الحكايات الشعبية لهنود أمريكا الحمر أو سكانها الأصليين الا أن نشعر بتلك الطاقة الشعرية الكبيرة الكامنة فيها , فعلى الرغم من شدة بساطة هذه الحكايات الموضوعة أصلا لكي تروى للأطفال قبل النوم شأن جميع حكايات شعوب العالم المختلفة فانها تحفل بالرموز والاشارات الساعية الى تفسير العالم بكل مظاهره المادية والطبيعية ونوازع البشر المتصارعة فيه , كما تفسير عوالم الغيب وألغازه وخوارقه واقامة صلة ما معه نجدها تتمثل أولا وأخيرا في السرد نفسه .
ذلك أن تحويل العالم وما بعده الى حكاية يجعله في نهاية المطاف مكانا أليفا للعيش والفهم تماما كترويض الحيوانات الضارية أو مواجهة تقلبات الطبيعة الشرسة وتحولاتها .
لكن مع كل هذا وعلى الرغم من الجانب الوعظي والتعليمي الكامن في بعض هذه الحكايات فان ما يبرز أولا وأخيرا هو لغتها السحرية أو الشعرية والاطار التخييلي الذي ترسمه هذه اللغة , فالراوي هو شيخ هندي هزيل يدعى لاغو لا يعبأ كثيرا بالمنطق بل قد يناقضه في كثير من الأحيان لصالح المفاجأة السحرية واللحظة المدهشة .
وقوة هذا الراوي كما جاء في تعريف تي دبليو لينرد له " الذي أصدرنا ضمن هذه السلسلة حكايات الهنود الحمر التي قام بجمعها " تنبع من حكمته ومعرفته وتجواله في العالم ورؤيته الكثير من الخوارق والأمور العجيبة وكونه يحفظ الكثير من قصص أسلافه اذ كان والده راويا وكذلك جده ...الخ , أما بالنسبة الى كومبتون جامعة حكايات هذا الكتاب فان لاغو يبرز عندها كشخصية أسطورية مختلفة ويكاد يكون واحدا من شخصيات الحكايات نفسها , فهو يتمتع بقدرات خارقة لا تتوافر لغيره من الرجال ومع ذلك تبقى قصصه مختلفة فلا يصدقها كثيرون , لكنهم يحبون سماعها .
في الحالين فان أهمية الراوي هي في جمعه بين متعة السرد وكونه يقدم كرجل حكيم من خلال حكاياته هذه أجوبة عن الكثير من الأسئلة الغامضة حول نشأة عناصر الطبيعة والخلق وطباع الحيوانات وعلاقة الهندي الأحمر بهذا كله .
لا تقيم هذه الحكايات حدودا بين الواقع والخيال ولا بين المرئي واللامرئي , بل تكاد تكون احدى وظائفها خرق هذه الحدود ما يبدو خارقا كالرعد والعواصف وكحركة الكواكب والنجوم , وانقلاب الليل والنهار والولادة والموت – وعلى الرغم من أن الهدف الأساسي هو السعي الى تفسيره وأنسنته وأحيانا – يحضر في هذه الحكايات بوصفه شأنا من شؤون الحياة اليومية أمرا يلمس لمس اليد " حتى الشمس يمكن لمسها باليد , كما يمكن احداث ثقب في سقف السماء للاتيان بالصيف الى الأرض ..." فتذهب احدى الشخصيات من الحيوانات للانتقام من الشمس لأنها هبطت كثيرا وأحرقت جلده في حين نجد في حكاية أخرى أن احدى النجمات قررت النزول الى الأرض والعيش بين الناس فاجتمع حكماء القرية لكي يقرروا ماذا يمكن أن يفعلوا بهذا الأمر .


المحتويات

الراوي لاغو
عصفورة الثلج ونمر الماء
القيوط أو ذئب البراري
كيف قاتل البوفالو المجنون طائر الرعد
البجعة الحمراء
الصخور المنحنية
الصقر الأبيض الكسول
الريشة السحرية
فتاة النجمة
الأرنب الوحشي المحارب
الرأس العظيم
مغامرات التمثال الحي
طائر القمرية والطيهوج والساحرة
جزيرة الهياكل العظيمة
القميص الحجري و " الأول – الثاني "
الساحر العظيم
زيارة السحابة البيضاء الى الأميرة الشمس

بيانات الرواية




الاسم: عصفورة الثلج ونمر الماء الحكايات الشعبية للهنود الحمر
المؤلف: مارغريت كومبتون
الناشر: كلمة للنشر
عدد الصفحات: 178
الحجم: 2 ميغا بايت


تعليقات