موسيقى العظم لـ عبد العزيز بركة ساكن

عنوانًا عالي الجرس قوي الدلالة لهذه المجموعة المكونة من أربع عشرة قصة قصيرة، تأتي مادتها الخام من نخاع العظم؛ من صميم الدراما الإنسانية، من عوالم الأطفال والبراءة، ومن بواطن الأوطان وخفايا العلاقة بين الدم والحنين، ومن بداءة الوهم وتجليات الخيال والأسطورة، ومن ذاكرة الموت ومرويَّات الأشباح، من كلِّ ذلك وغيره يصنع «بركة ساكن» حكاياته وموسيقاه الخاصة، ويحبس الأنفاس على إيقاعاته السردية الآسرة.

مقتطفات من الرواية

  كل من في الحي الصغير بقشلاق السجون في مدينة القضارف ، تلك الأيام ، يتحدث فقط عن السكان الجدد ، الذين استغلوا البيت الفارغ المجاور لبيتنا مباشرة ، بيننا باب جيران صغير فتحه الساكنون القدامى .
أسرة صغيرة تتكون من زوج فقط ، تعمل الزوجة جاويشا بالسجن ، بقال إن الزوج يمتهن صناعة كراسي الجيزران ، طالما لم يكن بالقضارف خيزران ، فإنه لا يعمل شيئا ، سيبقى عاطلا عن العمل ، الى ان موسيقى العظم يتم تجنيده بشرطة السجن .
أخي الأكبر و أنا ، صغيران ، هكذا يتم وصفنا من حين لآخر ، ننصح دائما بألا نستمع لونسة الكبار و تعليقاتهم ، مما يحرمنا الاستمتاع بالمعلومات القيمة عنهما ؛ لذا كنا نحاول جهدنا ان نتحصل على الاخبار بأنفسنا ، مباشرة من المصدر : الزوج سانسو و باتريشيا .
و ذلك عبر الباب الصغير ، التصنت من خلال صريف القصب القديم ، عن طريق خرم الجرو ، قدة الكديس او كسرة الشباك .
الحوارات في الغالب ، تجرى بلغة محلية صعبة ، عرفنا فيما بعد انها لغة الباريا ، لكنا دائما ما نجد معنى لما لم نفهم ، معنى نفهمه ، أما الأفعال فما كانت تحتاج منا جهدا كبيرا لفهمها .
التقط أخي بأذنيه الوطواطتين ، قولا – لعطا المنان مقدرة خارقة في سماع حتى ما يهمس به – قال لي : الليلة باتريشيا عاملة شكلة مع سانسو .
- كيف عرفت ؟
- امي قالت لأبوي : باتريشيا مشاكلة سانسو .
بإشارة نستخدمها دائما ، نطلقها من عيوننا ، مصحوبة بحركة من الشفتين و رفسة سريعة من قدم لقدم ، تعني : أرح نشوف ، اتخذنا مواقعنا ، أنا عند قدة الكديس ، عطا المنان عند خرم الجرو ؛ لأنه الأكبر فهو دائما ما يحتفظ لنفسه بالمكان الأفضل .
البيت هادئ ، لا ينتج شيئا مفيدا ، لا ، حتى مجرد همسات قد تؤول الى مقصد لذيذ بقدر بسيط من إعمال الخيال ، لا حياة ، فجأة خرج سانسو من القطية ، في فمه كدوسة ، كدوسة الكبير الشهير ، ظل واقفا يدخن في قلق ، يرسل خيوطا من الدخان في الهواء بهدوء حذر الى ان أتت باتريشيا ، وضعت كرسي الخيزران خلفه مباشرة ، جلس دون ان يطلق صوتا ، وضع رجلا على رجل ، استمر في مهمة إطلاق الدخان ، جاءت باتريشيا بكوب ماء قدمته اليه بناء على طلبه – هكذا ظن أخي – أو من تلقاء نفسها – ظننت أنا – لي و له مبرران مختلفان ، لنا شك واحد ، عندما تناقشنا في الأمر و قد أصبحنا رجلين كبيرين : إنه طقس سري سحري ، لم تتح لنا فرصة التعرف إليه الى الآن .
بيانات الرواية



الاسم : موسيقى العظم
المؤلف : عبد العزيز بركة ساكن
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 73
الحجم : 6.3 ميجا
تحميل كتاب موسيقى العظم


روابط تحميل رواية موسيقى العظم




أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك


رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف


رابط تحميل فورشيرد  



قراءة اونلاين
 
التواصل والإعلان على مواقعنا

أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب

تابعنا على الفيسبوك

تابعنا على تويتر

زور موقعنا الجديد – معرفة بلس

 زور موقعنا الجديد – عالم الكتب

زور موقعنا – مكتبة دوت كوم

زور موقع ثقف نفسك -  حيث الثقافة والمعرفة

تعليقات