"اختلاس" رواية تتحدث عن القضايا الحساسة في المجتمع السعودي بطلها صحافي سعودي يعيش في لندن ويرأس تحرير مجلة نسائية، يستلم رسائل غريبة من قارئة سعودية تكشف فيها الكثير من المخفي من حياتها، علاقاتها، وأفكارها هي تبحث عن طريقة تعبر فيها عن المكبوت في صدرها أمام مجتمع جاف أو مجحف مع المرأة. هي تريد أيضاً الاعتراف بفشلها، وبذنبها على خطيئة ربما رتكبتها مع سائقها.
كثيرا ما كنت أشعر أن الحياة تكرر نفسها دون ارادة منا أتخيل الله يهبنا الفرصة لاعادة اكتشاف أنفسنا والتخلص من خطايانا لنصبح أكثر نقاء وقربا منه . لكن ذلك لا يأتي دون الاعتراف بهذه الخطايا التي ستتكرر بدورها ان بقينا مختبئين وراء الممنوع بلا سبب والحرام في غير حرمة !
ربما يشاركنا الآخرون في الخطايا نفسها لكن دورنا ليس اصلاح ثقوب الكرة الأرضية بل اصلاح ثقوبنا نحن وليصلح الآخرون ثقوبهم , هي محاولة للعلاج اذا لكني لن أكون الطبيب هنا بل لعلني المريض أكثر مني الطبيب وكلي ثقة أن المريض هو أفضل طبيب لدائه .
كلنا اليوم يختلس شيئا من الآخر : قبلة نظرة أو ابتسامة رغبة وبالنسبة الي أنا فقد اختلست روايتي من كل ذلك أيضا من قصص امتزج فيها الواقع بالخيال فأصبحت واقعا محضا فمن قال ان نصف الواقع المحض ليس خيالا محضا ؟
فقد دخلت هذا الصباح عامها الحادي والثلاثين وما كانت لتدع يوما كهذا يعبر صامتا وقد سبقه ثلاثون يوما مثله أتت جميعا بلا هدايا أو احتفال , بلى ستكون هناك هدايا وسيكون هناك احتفال ضوء تسلل بعضه من خلف ستائر حجرة النوم ينعكس على بريق شفتيها وهي تزمهما الى داخل فمها قبل أن تمسح بطرف خنصرها شيئا من الأحمر القاني من حرف شفتها السفلى .
ألقت نظرة الى هندامها ثم نظرة أخيرة الى مكياجها حيث الكحل في موضعه والشفتان جاهزتان لكل احتمال وأحمر الخدود نائم كغشاء من الدانتيل الرقيق على وجهها .
بحرص تضع غطاء خفيفا على شعرها وتتجه الى باب الدار تلتقط من شماعة قريبة عباءتها وتخرج , كان السائق في انتظارها وفي عين كل منهما نظرة باهتة الى الآخر : هو يؤدي عملا لم يكن يرغب فيه يوما وهي مجبرة على أن يكون الغريب معها ليكون قائدها ودليلها والرقيب عليها , في السماء بعض غيوم الشتاء تعد بشيء من مطر أسرعت الى داخل سيارتها وقبل أن تتحرك كانت قد أسدلت الغطاء على وجهها وأعطت السائق تعليماتها الى السوق .
غريب أن تذهب سارة بكامل زينتها الى السوق لكنه ليس بالغريب على شخصيتها وقد قررت منذ الصباح أن يكون اليوم لها وحدها .
وكجزء من طقوس التفرد بهذا اليوم توجهت الى السوق تبحث عن هدية تهديها الى نفسها مطلقة العنان لمخيلة خصبة بأن أحدا قد تذكر ميلادها بهدية , هو حلم زجت بنفسها فيه بعد أن اعتادت في السنوات الأخيرة أن تعيش حياتها نصف حقيقة ونصف حلم النصف الحقيقي اليوم كان في الهدية ذاتها أما النصف حلم فهو أن حبيبا قد تذكرها !
ما أجمل الحلم ! أحيانا هو أجمل من الواقع بل هو أجمل من الواقع كثيرا على الأقل بالنسبة الى سارة .
كانت السيدة قد أدركت منذ وقت طويل منذ ليلة زفافها الأولى والتي ستبقى تهرب من ذكراها طوال عمرها أن سعادتها رهن بما تقدمه هي لنفسها وبما تستطيع تجاوزه من عذابات وحدتها وهي الزوجة والأم من دون مساعدة أحد ذلك أن أحدا لا يفهم ما تريده امرأة في مجتمع الرجال فيه أنصاف آلهة والنساء ميتات جاهزات للرحيل .
بيانات الرواية
الاسم: اختلاس
المؤلف: هاني نقشبندي
الناشر: دار الساقي
عدد الصفحات: 45
الحجم: 4 ميغا بايت
تحميل رواية اختلاس
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية

ربما يشاركنا الآخرون في الخطايا نفسها لكن دورنا ليس اصلاح ثقوب الكرة الأرضية بل اصلاح ثقوبنا نحن وليصلح الآخرون ثقوبهم , هي محاولة للعلاج اذا لكني لن أكون الطبيب هنا بل لعلني المريض أكثر مني الطبيب وكلي ثقة أن المريض هو أفضل طبيب لدائه .
كلنا اليوم يختلس شيئا من الآخر : قبلة نظرة أو ابتسامة رغبة وبالنسبة الي أنا فقد اختلست روايتي من كل ذلك أيضا من قصص امتزج فيها الواقع بالخيال فأصبحت واقعا محضا فمن قال ان نصف الواقع المحض ليس خيالا محضا ؟
المؤلف
كيف لسارة أن تدع اليوم يمضي هكذا ؟فقد دخلت هذا الصباح عامها الحادي والثلاثين وما كانت لتدع يوما كهذا يعبر صامتا وقد سبقه ثلاثون يوما مثله أتت جميعا بلا هدايا أو احتفال , بلى ستكون هناك هدايا وسيكون هناك احتفال ضوء تسلل بعضه من خلف ستائر حجرة النوم ينعكس على بريق شفتيها وهي تزمهما الى داخل فمها قبل أن تمسح بطرف خنصرها شيئا من الأحمر القاني من حرف شفتها السفلى .
ألقت نظرة الى هندامها ثم نظرة أخيرة الى مكياجها حيث الكحل في موضعه والشفتان جاهزتان لكل احتمال وأحمر الخدود نائم كغشاء من الدانتيل الرقيق على وجهها .
بحرص تضع غطاء خفيفا على شعرها وتتجه الى باب الدار تلتقط من شماعة قريبة عباءتها وتخرج , كان السائق في انتظارها وفي عين كل منهما نظرة باهتة الى الآخر : هو يؤدي عملا لم يكن يرغب فيه يوما وهي مجبرة على أن يكون الغريب معها ليكون قائدها ودليلها والرقيب عليها , في السماء بعض غيوم الشتاء تعد بشيء من مطر أسرعت الى داخل سيارتها وقبل أن تتحرك كانت قد أسدلت الغطاء على وجهها وأعطت السائق تعليماتها الى السوق .
غريب أن تذهب سارة بكامل زينتها الى السوق لكنه ليس بالغريب على شخصيتها وقد قررت منذ الصباح أن يكون اليوم لها وحدها .
وكجزء من طقوس التفرد بهذا اليوم توجهت الى السوق تبحث عن هدية تهديها الى نفسها مطلقة العنان لمخيلة خصبة بأن أحدا قد تذكر ميلادها بهدية , هو حلم زجت بنفسها فيه بعد أن اعتادت في السنوات الأخيرة أن تعيش حياتها نصف حقيقة ونصف حلم النصف الحقيقي اليوم كان في الهدية ذاتها أما النصف حلم فهو أن حبيبا قد تذكرها !
ما أجمل الحلم ! أحيانا هو أجمل من الواقع بل هو أجمل من الواقع كثيرا على الأقل بالنسبة الى سارة .
كانت السيدة قد أدركت منذ وقت طويل منذ ليلة زفافها الأولى والتي ستبقى تهرب من ذكراها طوال عمرها أن سعادتها رهن بما تقدمه هي لنفسها وبما تستطيع تجاوزه من عذابات وحدتها وهي الزوجة والأم من دون مساعدة أحد ذلك أن أحدا لا يفهم ما تريده امرأة في مجتمع الرجال فيه أنصاف آلهة والنساء ميتات جاهزات للرحيل .
بيانات الرواية
الاسم: اختلاس
المؤلف: هاني نقشبندي
الناشر: دار الساقي
عدد الصفحات: 45
الحجم: 4 ميغا بايت
تحميل رواية اختلاس
روابط تحميل رواية اختلاس
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق