سقر لـ عائشة عبد العزيز الحشر

تجسد الرواية البارادايم الفكري والعقلي البسيط في الثمانينات، ومعاناة فتاة تصارع من اجل الحب كان الحب في تلك الايام ذو قيمة، ومرغوبا لأنه ممنوع، كانت وسائل الاتصالات الحديثة غير متوفرة، فلا جوال ولا انترنت، مما جعل من تبادل الرسائل الخطية والكتابة على الكتب ذو قيمة كذلك عالم القصة صغير يدور حول افق صغير تتخلله مظاهر اخرى لبساطة فكر المجتمع كالجن، الحسد، الارتقاء لدى الشيخ، الاب الذي يمنع ابنته من الخروج اسبوعا لانه ضبطها تتكلم .

مقتطفات من الرواية


سقر لـ عائشة عبد العزيز الحشرلم يتبق على موعد الرحلة سوى ساعات قليلة ساعات تفصل عبد الله عن اللحظة التي تقله فيها الطائرة ليعود الى أرض الوطن وهو لا يزال ممدا فوق الرمال الناعمة بالقرب من الشاطئ الذي يعج بالبشر ينصت الى الأمواج ولا يأبه لوجود بعض الحسناوات حوله ثم يبتسم كلما تذكر المرة الأولى التي رأى فيها النساء بملابس البحر على الشاطئ " لم يعد السفر ممتعا كما في السابق " هكذا حدث نفسه ثم تذكر عبارة قرأها قبل سنوات تقول : نجد الحب ونحن في غمرة بحثنا عن أشياء أخرى ملأ رئتيه بالهواء ثم أخرجه في زفرات طويلة .
ظل على حالته تلك يردد في أعماقه : نجد الحب ونحن في غمرة بحثنا عن أشياء أخرى بقي لدقائق يخلل أصابعه بين الرمال الناعمة ثم نهض قافلا الى الفندق ليجمع أغراضه ويتجه الى المطار .
على متن الطائرة التي ستصل به الى مطار الملك عبد العزيز بجدة ومنه سيتجه الى مطار أبها جلس يتذكر الأشهر القلية التي مضت وكيف كانت ستسير حياته لو لم يذهب الى المحكمة وينهي اجراءات الطلاق .
صدر صك طلاق عبد الله وأسماء في 10\3\1405ه الموافق 3\12\1984م قبل أن يتم زفافهما اذ رأيا معا استحالة تفاهمهما بمجرد مرور ثلاثة أشهر بعد عقد قرانهما وكان كلما زارها في بيت أهلها أو حدثها بالهاتف اكتشف مدى اختلافها عنه أدرك أنها لا تميل الى الاعتدال في الدين ولم يكن يعلم هذا عنها قبل اقترانه بها .
فليس بامكانه أن يحدثها الا بعد أن أصبحت زوجته لأن تقاليد المجتمع صارمة جدا في هذا الجانب .
وافق على خطبتها بعد الحاح والدته التي رشحتها له حين رأتها جميلة ومهذبة ومن عائلة محافظة سأل عبد الله والدته عن دراستها واهتماماتها فعرف أن أسماء طالبة في السنة النهائية في كلية التربية قسم اللغة الانكليزية هذا كل ما كان يعرفه الى أن تم عقد القران .
اكتشفت أسماء أيضا أن من وافقت على الاقتران به لم يكن الرجل المناسب على الاطلاق فعلى الرغم من ثقافته العالية واطلاعه الواسع الا أنه لم يكن في رايها متدينا كما ينبغي ليس هذا وحسب بل ويكثر السفر الى خارج البلاد وكان صريحا جدا معها حين لم يتردد في اخبارها بأنه يشرب الخمر أثناء سفره قال لها أيضا بأنه يسمع الأغاني ويهوى العزف والغناء ولديه في منزله عود يعزف عليه في أوقات فراغه كأس وغناء وكتب هذه هي حياة الرجل الذي كادت أن تزف اليه .
وبرغم الحزن الذي أصاب أسماء بسبب طلاقهما الا أنها شعرت بأن الله أراد لها خيرا اذ خلصها من هذا الرجل الذي وافقت أن يكون زوجها بعد أن زكاه بعض معارفه لوالدها .
شعر عبد الله بشيء من الأسى لفشله في الزواج بامرأة تناسبه وبكثير من الارتياح لأنه أخيرا تخلص من فكرة العيش مع تلك الفتاة التي تحاسبه على كل شيء وتنتقد باسم الدين كل ما يقول ويفعل .
انتبه الى صوت المضيفة تطلب منه ربط الحزام ربط حزامه وتناول كتابا كان قد أحضره قبل سفره ولم يرق له في رحلة الذهاب وها هو الآن في ايابه يقلب الصفحات بشكل سريع اكتشف أن المؤلف يحاول اقناع القارئ بما لدى كل شخص من قدرات اذا استغلها تغلب على ظروفه مهما كانت تلك الظروف , ابتسامات السخرية ترتسم على شفتي عبد الله وهو يخاطب المؤلف في أعماقه ويقول : " كيف يتغلب الفقير على فقره في بلاد القحط والمجاعات , كيف ينجو المرضى من وباء انتشر حولهم وداهم أجسادهم .


بيانات الرواية




الاسم: سقر
المؤلف: عائشة عبد العزيز الحشر
الناشر: الدار العربية للعلوم
عدد الصفحات: 156
الحجم: 19 ميغا بايت


تحميل رواية سقر

 


تعليقات