جنيات لاجناني حكايات شعبية من آيرلندا لـ وليم باتلر ييتس


كيف استطاع (الغول) الذي سمعنا حكايته، ونحن في سن السادسة، وكنّا نرتعد خوفاً لمجرد ذكر اسمه، أن يرتع في ذاكرتنا، بقدميه الضخمتين، وعينه الوحيدة، طوال السنوات الماضية وإلى اليوم من دون أن تتمكن شخصيات حديثة (تلفزيونية أو سينمائية)، بكل ما فيها من تسلية وسحر ألوان، من طرده أو احتلال مكانه في ذاكرتنا التي ازدحمت بالكثير من الأحداث والشخصيات والقصص؟!
مع هذه المجموعة من حكايات (آيرلندا) ندخل عالم الجن الملاعين، الأشباح والعفاريت والساحرات، عرائس وعرسان البحر، الجميلات الكسولات، والأميرات المتكبرات... فنحظى بالكثير من الفكاهة والمرح والسخرية والخيال.

مقتطفات من الرواية

جنيات لاجناني حكايات شعبية من آيرلندا  بعد قراءة حكاية " موناشار وماناشار " في هذا الكتاب " في الجزء الثالث من الحكايات الآيرلندية " تذكرت حكاية " الصبي اليتيم " التي كنت اصر على جدتي أن تحكيها لي كلما سنحت الفرصة لذلك كانت تعتدل في جلستها وترخي يديها المليئتين بالتجاعيد في حضنها وتبسمل ثم تبدأ بقص الحكاية التي تروي قصة صبي يتيم يصعد الى الجبل ويحفر حتى يجد حبة شعير وحبة قمح فيترك الأولى ويضع الثانية في جيبه ثم يبدأ بهبوط الجبل ليصادف في طريقه امرأة تطحن فيطلب منها أن تطحن له حبة القمح ترفض المرأة في البداية بحجة أن حبة قمح واحدة لا تكفي وسوف تعلق بحجر الطاحون فيقنعها بقوله : " أنا صبي تيمي طلعت ع راسي جبيلي بحشت بحشت لاقيت قمحة وشعيري قمحتي ما بتروح قمحتي ست القموح " . عندما يرجع الصبي لأخذ الطحين تعلن المرأة أسفها وتخبره أن حبة قمحه علقت في حجر الطاحون فيقول لها : " أنا صبي تيمي طلعت ع راس جبيلي بحشت بحشت لاقيت قمحة وشعيري قمحتي ما بتروح قمحتي ست القموح قمحتي بحفنة طحين " .
وهكذا تتوالى أحداث الحكاية فيصادف امرأة تعجن فيحصل منها على رغيف عجين مقابل حفنة طحينه ثم أخرى تخبز ثم راعي أغنام فأبقار فجمال حتى يصل الى بيت يجري فيه عرس تتكرر جملة الصبي اليتيم محتجا ومطالبا بالتعويض عما فقده حتى يرجع الى بيته على حصان مطهم وخلفه عروس جميلة فينفخ على سراجه في غرفته الفقيرة قائلا : " يا سراجي نوص نوص بالجمل جبتلك عروس " .
هذه الحكاية مازالت محفورة في ذاكرتي رغم تعاقب السنين واتساع التجارب والمشاهدات والقراءات ولطالما سألت نفسي ما سر حكايات كهذه ؟ وكيف يستطيع الغول الذي سمعنا حكايته ونحن في السادسة وكنا نرتجف خوفا لمجرد ذكر اسمه أن يرتع في ذاكرتنا بقدميه الضخمتين وعينه الواحدة طوال هذه السنوات من دون أن تتمكن شخصيات حديثة تلفزيونية أو سينمائية – بكل ما فيها من تسلية وسحر وألوان وما تثيره حولها من صخب من طرده أو احتلال مكانه في قلوبنا التي كبرت مع الزمن وازدخمت بكل أنواع القصص والأحداث والشخصيات .
وهناك فوق جبال آيرلندا وهضابها وبين أدويتها ودروبها الترابية الضيقة وعلى ضفاف بحيراتها الكثيرة وشطآنها الصخرية عاش أناس مثل جدتي فقدوا أسنانهم وخبا الضوء في عيونهم وشابت شعورهم ومنهم من صار تحت التراب لكن حكاياتهم البسيطة المليئة بالخيال والغرابة والفكاهة والشفقة مازالت تعيش حية نضرة في قلوب كل من سمعها من أجيال جاءت بعدهم .
يقول وليام بتلر ييتس الذي خاض رحلة بحث طويلة وشاقة وأتخيل أنها كانت ممتعة أيضا لجمع هذه الحكايات من أفواه أناس مشابهين لجدتي .
المحتويات
  • الجن المحتشدون " قصيدة "
  • فرانك مارتن والجن
  • عشاء القس
  • جنيات بئر لاجناني " قصيدة "
  • تيجو كان والجثة
  • زوجة بادي كوركوران
  • كوشين لو " قصيدة "
  • سمكة السلمون البيضاء
  • زعرور الجن – أغنية المعطف الفضفاض " قصيدة "
  • أسطورة نوك جرافتتون
  • جن دونجال
  • الأطفال المستبدلون – شارب قشور البيض
  • ترنيمة الجن " قصيدة "
  • جيمي فريل والسيدة الشابة
  • الولد المخطوف
  • أقفاص الروح
  • جنازة فلوري كانتيلون
  • الجن المنعزلون " قصيدة "
  • وليام ألينجام
  • الرجل والسيد
  • فار دارنج في دونجال

بيانات الرواية




الاسم: جنيات لاجناني حكايات شعبية من آيرلندا
المؤلف: وليم باتلر ييتس
الناشر: دار كلمة للنشر
عدد الصفحات: 164
الحجم: 2 ميغا بايت
تحميل كتاب جنيات لاجناني حكايات شعبية من آيرلندا

 




تعليقات