الواحد يصير خفيفاً عند بلوغه هذه الأنحاء. يعطي قدرات. يفقد آلامه الجسمانية. في أحد الممرات رأيت الحريري قاعداً عشرين ورقة، وكلما انتهى منها عاد يقرأها من جديد. على كل ورقة سيرة حياة واحدة. هؤلاء الذين قتلوا معه في الانفجار. الورقة الأخيرة كتبها الممرض في السيارة الأخيرة: سيارة الإسعاف. في ممر آخر -عند طرف المكتبة- أرى الرجل الذي انفجرت عبوة تحت سيارته، هذا الرجل كان يكتب. هنا لا يجد الكتابة سهلة. لم تعد الكلمات تأتي إليه. لا يدري كيف يكتب ما يريد أن يكتبه. يريد أن يكتب رسالة إلى زوجته. يكتب خمسة حروف ثم يتعب. لا يعثر على حرف سادس. لا يعثر على كلمة أخرى. الدوي ما زال يتردد في رأسه، والدخان أسود كثيف في عينيه. الألفاروميو سيارة صغيرة. ضغط الانفجار فظيع في المكان الضيق. يشرب ماء وينظر إلى الكلمة على الورقة البيضاء
مقتطفات من الرواية

عندهما ولدان : آني وجاك آني شقراء زرقاء العينين تشبه أباها شارل كوربليه , جاك أسود النظرة قاتم البشرة ورث جينات أجداد لا يعرفهم في شرق المتوسط .
سمعان يارد يدير هذه الأيام " يارد للاستشارات الهندسية والتخطيط " مكاتب الشركة تشغل الطبقة الثالثة من عمارة " استرال " 1931 في وسط بيروت التجاري سمعان يارد لا يعلم لماذا يبقى هنا شركاؤه " أقاربه " هاجروا من المدينة على دفعات الآن ينزل الى المكتب لئلا يبقى وحده في بيت العائلة الشاسع الغرف في شارع غندور السعد " منطقة الجامعة اليسوعية – الأشرفية " .
" ها أنا في الأربعين ولم أفعل شيئا بحياتي " يفكر سمعان يارد ويشعر بثقل غامض على صدره هذه الأفكار هذه الأحاسيس تقوى ثم تتراجع في الفترة الأخيرة بعد تعاقب الانفجارات وعودة التوتر الى البلاد أخذت تنتابه نوبات ذعر غير مفهومة .
أخته أميلي تراسله بالبريد الالكتروني تسأله متى يغادر بيروت والحياة المثيرة للفزع في بيروت منذ 14 شباط " فبراير " منذ الانفجارات أمام أوتيل سان جورج المتداعي ترسل اليه بريدا الكترونيا كل يوم أو يومين .
ويرد على ال e-mail يكتب عبارات قصيرة بالفرنسية أو يستخدم الحرف الأجنبي للكتابة بالعربية أهل الاشرفية يعرفون الفرنسية أكثر من العربية لكنه هو يغلط في قواعد الفرنسية ويفضل العربية يقضي ساعات الصباح أمام الشاشة الزرقاء اعتاد في الفترة الأخيرة أن يقرأ الصحف المحلية – وغير المحلية على الجهاز .
يقرأ الأخبار ويرسل رسائل مقتضبة الى أصدقاء في المدينة وخارج المدينة أصدقاء وصاحبات أصابعه قصيرة تميل الى سمنة مع أنه ينتبه لطعامه يشرب قهوته وينظر من النافذة الى الحمائم تعبر بين المآذن والأبنية ما زال يحتفظ بموظفين في الشركة الموظفة الطويلة ماهرة في اعداد القهوة الأخرى القصيرة لا تنفع لا يدري ماذا تفعل بساعات الدوام " 8 ساعات كل يوم " .
صباح الخميس 2 حزيران " يونيو " أطلت برأسها من باب المكتب الموارب صفراء الوجه : قتلوا سمير قصير غامت عيناه قليلا وهو يربط الاسم بذكرى ما في أعماق دماغه يعرف هذا الاسم صحيح ويعرف وجه الرجل طالما تقاطعت دروبهما هنا في وسط البلد طالما التقاه وانتبه اليه يعرف وجهه من التلفزيون والجرائد وأثناء تظاهرات آذار " مارس " الفائت عندما انقلبت الساحات وماجت بالبشر رآه يخطب أيضا في الفترة الأخيرة التقاه أكثر من مرة وفي زمن قصير جدا .... هذه صدفة غريبة التقاه هنا أمام " نوافير البلدية " بعد التظاهرة الكبرى في منتصف آذار ثم التقاه على ساحة الايتوال " البرلمان " .
بيانات الرواية
الاسم: تقرير ميليس
المؤلف: ربيع جابر
الناشر: دار الآداب للنشر
عدد الصفحات: 208
الحجم: 3 ميغا بايت
تحميل رواية تقرير ميليس
روابط تحميل رواية تقرير ميليس
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق