البحر بيننا لـ منى حلمي

“مع كل فجر، أولد من جديد، مثل قطرة ندى، طازجة أبعث مثل أنغام الكون المنشقة عن الليل. أبدأ مع النهار، صفحة بيضاء، لا تاريخ لها، ولا غد آت يثير شهوة الانتظار”
مجموعة قصصية

مقتطفات من الرواية

البحر بيننا  أديت على أكمل وجه واجبي أحببتك ألم أفعل ؟ أطعت أنا التي تنفر من الطاعة كل متطلبات العشق أوفيت – أنا التي لا يلائمها الوفاء بكل عهودي لعينيك الشاردتين أتممت أنا التي تعاند الطقوس – كل صلواتي المباركة لحظة امتزاج شفتيك باعمق حالات توتري ورغم المرأة شديدة النرجسية داخلي أصبح لون عينيك يهمني . أديت على أكمل وجه واجبي أحببتك ألم أفعل ؟
ويسألني الكون المتطفل على دقات قلوب لا تعنيه : ألديك على ما تزعمين شهود ؟
قلت : " النيل " والأشجار ورائحة الياسمين ومشروب مثلج يذهب بالعقل الى حيث قمة الوعي , قال الكون : لا يكفي .
قلت : أوقات المساء على ضوء شمعة وحيدة عناق نجمة متمردة في السماء عذوبة ملامحه حين يثرأ سطوري وشيء من الحنان , قال الكون : لا يكفي , قلت " حوار حتى مطلع الفجر عن " مدينة فاضلة " لن نبحر اليها أبدا رقة صوته حين يسكت عن الكلام شدو الكروان يؤنس حولنا المكان وشيء من قبيل الغزل يمتزج برائحة الشوق فننسى أننا في الدنيا بلا عنوان .
قال الكون : لا يكفي .
قلت : رعشتي حين ينطق باسمي ..رعشتي حين يهديني وحدي سر السفر الدائم وانتحاري بالسحر حين فجأة يصبح ابني .
قال الكون : لا يكفي .
قلت : ألهمني ما لم يخطر ببال الكتابة وما لم يأت بخيال القلم سكت الكون المتطفل على دقات قلب لا تعنيه , تجلس أمامي بعد الفراق الطويل تنتظر الرد .
ماذا تنتظر ؟ وماذا تتوقع ؟ أديت على أكمل وجه واجبي أحببتك ألم أفعل ؟ فرغ الأمر مني فلا تسألني أرجوك السؤال المعاد فرغ الأمر مني فلا ترسل عينيك أرجوك لاضعاف مقاومتي دع الأمنية المستحيلة في غفوتها الأخيرة آمنة مستريحة تجلس أمامي بعد الفراق الطويل تنتظر الرد .
لن تقنعني مهما أوتيت من منطق بأن في الأفق علامات تبشر بعودتنا توقف عن محاولة ايهامي بأنك قد خلقت لي وبأنني قد خلقت لك توقف عن المحاولة فلم أعد تلك المراة الساذجة مازلت أذكر قولك في احدى أمسيات الجنون الوقور المقتسم المسافة بين اشتياقي وعينيك : " سأحارب العالم من أجلك " .
تجلس أمامي بعد الفراق الطويل تؤكد: " ومازلت عند قولي من أجلك سأحارب العالم علمني الفراق أن لا شيء ولا أحد يعوضني عنك قولي ما يحلو لك لكنني أبدا لن أستسلم لتنازلك عني " .
أصبحنا أنا وأنت في مفترق الحلم والأمنيات اخترت لحياتك طريقا لا يناسبني فلا تطلبني أرجوك رفيقة لرحلة وعرة ليست من أحلامي , تجلس أمامي بعد الفراق الطويل تسألني دون سؤال وبدوري أجيب دون أن تطلب الجواب : " ما زلت معك أشعر بالسحر معك أشعر أنني أكثر من مجرد قلم يكتب وعقل يفكر ونفس تقلق ما زلت في حياتي " البحر " الوحيد الذي لم أفكر في السباحة ضد تياره ومازلت في عمري أجمل الاحتياج الى رجل لكنني أحتاج أكثر كرامتي ورضائي عن نفسي " .
تقول مندهشا : " آخر شيء كنت أتصوره أن أقف ضد كرامتك ورضائك عن نفسك أنت – على العكس في حياتي أنت لحظة الرضاء الوحيدة في أيامي ومعك تنتشى كرامتي أرجوك عاودي التفكير من أجلي أنت صارمة أكثر مما ينبغي " .

بيانات الرواية



الاسم: البحر بيننا
المؤلف: منى حلمي
الناشر: دار سعاد الصباح
عدد الصفحات: 146
الحجم: 2 ميغا بايت


تحميل رواية البحر بيننا

 



تعليقات