تأتي الرواية على لسان زينة، تلك الفتاة التي رمى بها القدر وبأسرتها في شوارع ديترويت، والتي حاولت إخراج عائلتها من مذلة العيش بتطوعها في الجيش الأميركي الذي قام بشن حرب ضد صدام أو بالأحرى ضد العراق وأبنائه. وتتوالى الأحداث وتنخرط زينة في الجيش الأميركي وتكون المفارقات وذلك عندما تصبح وكجندي أميركي في مواجهة مع أبناء شعبها. عندها يأخذها الشجن على أجنحته لتبدأ الحكاية.
لو كان الشجن رجلا لما قتلته بل لدعوت له بطول العمر كيف تمكن هذا الاحساس المخاتل أن يصقلني ويشذب نزقي الذي كان طبعا في ؟ كيف صرت أرى الدنيا ومن فيها بلون آخر لا خبرة لي به أجهل درجاته وتتلعثم في تفسيره كلماتي بل تتعثر في الاقرار به عيناي ؟ هل كنت مصابة بعمى الألوان ؟ أم انني كنت سليمة ستة على ستة وان ما أراه الآن على شاشة رؤيتي هو اللون الغلط ؟
حتى ضحكتي تغيرت لم أعد أقهقه من قلبي كالسابق كاشفة بلا خجل عن أسناني السفلية المعوجة التي وصفها كالفن بأنها تشبه مقهى شعبيا تشاجر رواده بالكراسي , كان كالفن يومذاك يقصد أن يغازلني لكن الغزل ما عاد اليوم يناسبني من يغازل امرأة تحمل مقبرة بين الضلوع ؟
بائسة أنا طاولة زينة مقلوبة مشروخة المرآة أضحك من قشرة القلب بايجاز وبلا كثير حبور ضحكة بلا دسم " دايت " مثل مشروب غازي بلا طعم هل أضحك بالفعل أم أجاهد لكي تطلع مني ابتسامة وجيزة مكتوبة ب " الشورت هاند " ؟ كأنني أتقشف في المباهج المفترضة والمسرات الهاربة أتستر على جوفي لئلا يفور ما فيه وينضح ويشي بالهزة التي حدثت لي منذ أن عدت من بغداد خرقة معصورة من خرق مسح البلاط .
خرقة كاشي هكذا عدت , وتخليت عن عادات كثيرة لازمتني منذ طفولتي ولم أعد أنظر الى ما يجري حولي مثل سلسلة متصلة من الأفلام الخام كل فصل أعيشه هو فيلم يغريني بالبحث عن العنوان المناسب له وأقوى أفلامي يمر أمام ناظري ولا أفلح في ايجاد عنوان يليق به .
أراني على الشاشة قديسة مخذولة تحمل حاجياتها في كيس خاكي على الظهر ترتدي خوذة صلبة وبسطالا متربا وتسير وراء جنود مهزومين يرفعون شارات النصر أين رأيت مثل هذا المشهد من قبل ؟ أليس هنا في العراق أيضا في زمن ماض وحياة أخرى ؟ هل تتناسل الجيوش المهزومة على خصب هذه الأرض وبين هذين الرافدين ؟
أقر بأنني عدت مقهورة محملة بحصى الشجن وبحبتين من النومي الحلو اشتهيتهما لأمي التي يبدو أنها اكتشفت نعمة الخذلان من قبلي , وبالتحديد منذ ذلك اليوم الذي سيقت فيه الى الاحتفال الكبير في ديترويت لكي تؤدي قسم الولاء وتنال بركة جنستها .
دمعت عيناها وأنا أمد يدي لها بالثمرتين الصفراوين اللتين قطفتهما من حديقة البيت الكبير الذي أمضت شبابها فيه أخذت النوميتين بكلتا يديها وتنشقتهما بعمق وكأنها تشم مسبحة أبيها وحليب أمها وعمرها الماضي .
حياة مغدورة تكورت في ليمونتين , لكني أحب شجني هذا وأستعذب نعومة حصاه وأنا أخوض بروحي العارية في ساقيته ولا أرغب أن أطرح عبئه عن كاهلي شجني الجميل الذي يشعرني بأنني لم أعد امرأة أميركية عادية بل انسانة من منبع آخر بعيد وموغل في القديم تطوي اليد على جمرة حكاية تندر مثيلاتها .
" ديل ...ديل ...ديلاني بعشيقة وباحزاني راح بابا ع الضيعة اشترى كشمش وضامي أكلتها الدامي طلع زوجها حرامي .... "
تهزني جدتي رحمة جيئة وذهابا بعد أن تجلسني بمواجهتها في حضنها الدافئ صدري الهش الصغير يقابل نهديها المترعين بالعافية يطفحان من صدريتها القطنية البيضاء التي تفورها بالماء المغلي والصابون المبشور كلما اصفرت من العرق .
الاسم: الحفيدة الأمريكية
المؤلف: انعام كجه جي
الناشر: دار الجديد
عدد الصفحات: 196
الحجم: 3 ميغا بايت
تحميل رواية الحفيدة الأمريكية
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية

حتى ضحكتي تغيرت لم أعد أقهقه من قلبي كالسابق كاشفة بلا خجل عن أسناني السفلية المعوجة التي وصفها كالفن بأنها تشبه مقهى شعبيا تشاجر رواده بالكراسي , كان كالفن يومذاك يقصد أن يغازلني لكن الغزل ما عاد اليوم يناسبني من يغازل امرأة تحمل مقبرة بين الضلوع ؟
بائسة أنا طاولة زينة مقلوبة مشروخة المرآة أضحك من قشرة القلب بايجاز وبلا كثير حبور ضحكة بلا دسم " دايت " مثل مشروب غازي بلا طعم هل أضحك بالفعل أم أجاهد لكي تطلع مني ابتسامة وجيزة مكتوبة ب " الشورت هاند " ؟ كأنني أتقشف في المباهج المفترضة والمسرات الهاربة أتستر على جوفي لئلا يفور ما فيه وينضح ويشي بالهزة التي حدثت لي منذ أن عدت من بغداد خرقة معصورة من خرق مسح البلاط .
خرقة كاشي هكذا عدت , وتخليت عن عادات كثيرة لازمتني منذ طفولتي ولم أعد أنظر الى ما يجري حولي مثل سلسلة متصلة من الأفلام الخام كل فصل أعيشه هو فيلم يغريني بالبحث عن العنوان المناسب له وأقوى أفلامي يمر أمام ناظري ولا أفلح في ايجاد عنوان يليق به .
أراني على الشاشة قديسة مخذولة تحمل حاجياتها في كيس خاكي على الظهر ترتدي خوذة صلبة وبسطالا متربا وتسير وراء جنود مهزومين يرفعون شارات النصر أين رأيت مثل هذا المشهد من قبل ؟ أليس هنا في العراق أيضا في زمن ماض وحياة أخرى ؟ هل تتناسل الجيوش المهزومة على خصب هذه الأرض وبين هذين الرافدين ؟
أقر بأنني عدت مقهورة محملة بحصى الشجن وبحبتين من النومي الحلو اشتهيتهما لأمي التي يبدو أنها اكتشفت نعمة الخذلان من قبلي , وبالتحديد منذ ذلك اليوم الذي سيقت فيه الى الاحتفال الكبير في ديترويت لكي تؤدي قسم الولاء وتنال بركة جنستها .
دمعت عيناها وأنا أمد يدي لها بالثمرتين الصفراوين اللتين قطفتهما من حديقة البيت الكبير الذي أمضت شبابها فيه أخذت النوميتين بكلتا يديها وتنشقتهما بعمق وكأنها تشم مسبحة أبيها وحليب أمها وعمرها الماضي .
حياة مغدورة تكورت في ليمونتين , لكني أحب شجني هذا وأستعذب نعومة حصاه وأنا أخوض بروحي العارية في ساقيته ولا أرغب أن أطرح عبئه عن كاهلي شجني الجميل الذي يشعرني بأنني لم أعد امرأة أميركية عادية بل انسانة من منبع آخر بعيد وموغل في القديم تطوي اليد على جمرة حكاية تندر مثيلاتها .
" ديل ...ديل ...ديلاني بعشيقة وباحزاني راح بابا ع الضيعة اشترى كشمش وضامي أكلتها الدامي طلع زوجها حرامي .... "
تهزني جدتي رحمة جيئة وذهابا بعد أن تجلسني بمواجهتها في حضنها الدافئ صدري الهش الصغير يقابل نهديها المترعين بالعافية يطفحان من صدريتها القطنية البيضاء التي تفورها بالماء المغلي والصابون المبشور كلما اصفرت من العرق .
بيانات الرواية
الاسم: الحفيدة الأمريكية
المؤلف: انعام كجه جي
الناشر: دار الجديد
عدد الصفحات: 196
الحجم: 3 ميغا بايت
تحميل رواية الحفيدة الأمريكية
روابط تحميل رواية الحفيدة الأمريكية
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق