مقتطفات من الرواية
كان يدعى رالف رزق الله في صباح السبت 28 تشرين الأول 1995 أوقف سيارته التويوتا الخضراء بمحاذاة الرصيف أمام مقهى دبيبو ثم ترجل منها مسرعا وتسلق الحافة الحجرية القصيرة وقفز الى الفضاء .قبل أن يقفز شرع ذراعيه كالصليب خلفه بيروت وقبالته صخرة الروشة كان يرتدي بنطلونه الجينز القديم والقميص الكاكي الذي اشتراه قبل سنتين , كان في الخامسة والأربعين من عمره ورمى نفسه , هوى عن علو خمسة وأربعين مترا وارتطم بالصخور ثم طفا على وجه المياه هكذا انتهى كل شيء .

اسمه مكتوب بحرف بارز : الدكتور رالف ابراهيم رزق الله , ترى كيف مات ؟ حادث سيارة ؟ ذبحة قلبية ؟ " ينعون بمزيد من الأسى المأسوف على شبابه الدكتور رالف ابراهيم رزق الله المنتقل الى رحمته تعالى السبت 28 تشرين الأول " .
تذكرت آخر مرة رأيته فيها : في مدخل مبنى " النهار " أنا أخرج وهو يدخل وضعت رأسي في الأرض , في صفحة الحوادث وجدت الخبر التالي : " نعت أمس الجامعة اللبنانية أستاذ علم النفس في كلية الآداب الدكتور رالف رزق الله الذي قضى في حادث غامض في محلة الروشة " .
خرجت من مكتبة " يافث " كالتائه , الروشة ؟
لا أفهم شيئا حادث غامض ؟ الروشة ؟ صخرة الروشة ؟ رالف ينتحر ؟ هكذا بدا كل شيء .
كان يدعى رالف رزق الله مات السبت ,الأحد تعطل معظم الصحف في بيروت كان على الخبر أن ينتظر حتى نهار الاثنين كي ينتشر , مساء ذلك الأحد اشتد علي ألم الصداع فلم أتمكن من النوم الا بعيد منتصف الليل وحين غفوت كان نومي سيئا رأيت نفسي سائرا في الصحراء كانت الكثبان الرملية تحيط بي وأخذ الثلج يتساقط رقعا بيضاء كبيرة فانتبهت الى قدمي كنت حافيا لا حذاء ولا جوارب .
في الصباح غسلت وجهي بسرعة وارتديت ثيابي وغادرت تسلقت الدرجات السبع حتى مدهل البناية ثم خرجت الى الشراع هنا كان الجو دافئا , عبرت الساحة الى الجهة الأخرى وصعدت في شارع " عبد الله المشنوق " في اتجاه " سيار الدرك " الى يميني جدار مرتفع خلفه كان المركز القديم للأمم المتحدة أخذت أمرر يدي عليه وأنا أمشي ركبت سيارة أجرة الى الجامعة الأمريكية هناك جلست على مقعد بين الأشجار وتركت الهواء يدخل الى رئتي رويدا رويدا هدأ النبض في رأسي .
نزلت الى الطابق السفلي من مكتبة " يافث " كي أقرأ الصحف خرجت بعد نصف ساعة كالتائه , مشيت في الجامعة لم أقدر أن أفهم تعيش ولا تنتبه كأن اللذين حولك هم من عالم آخر وفجأة تكتشف أن الأمر ليس كذلك اطلاقا .
تكتشف ذلك بعد فوات الأوان فالآن هو حقا في عالم آخر لكنه ذات يوم ذات مرة ذات لحظة كان موجودا وكان مثلك وأنت لم تنتبه , تعرف جيدا أنه كان مثلك فقط لأنه انتحر وما الذي يجعلك متأكدا الى هذا الحد ؟ " حادث غامض في محلة الروشة " ربما تعرض للسرقة هناك ثم للقتل لكن صخرة الروشة مشهورة بحوادث الانتحار لكن ....
بيانات الرواية
الاسم: رالف رزق الله في المرآة
المؤلف: ربيع جابر
الناشر: دار الآداب
عدد الصفحات: 186
الحجم: 2 ميغا بايت
تحميل رواية : رالف رزق الله في المرآة
روابط تحميل رواية رالف رزق الله في المرآة
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايف
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق