منذ الأسطر الأولى تكشف الكاتبة رينيه الحايك في عملها الروائي «صلاة من أجل العائلة» عصب أحداث الرواية المتمثل في التوق الى الانفصال عن صورٍ في الرأس، ولكن عبثاً المحاولة فهي لن تفعل سوى جمع خيوطها من هنا وهناك.
إنها أصوات الذاكرة تتدحرج وحدها على الأرصفة، تتسلق الجدران، تنهض في الصباح شجراً في البال، تقيم في المساءات والأحلام التائهة. وفي شريط الذاكرة، صورة عالقة لأحب الناس على قلب الراوية، إنها الأم، التي ستعكس لنا الرواية سيرتها الذاتية على لسان الابنة التي تتلقى خبر وفاة الأم في المأوى فتروح تستعيد أماً لم تكن يوماً طفلة، فقط أرسلتها والدتها الى الخدمة في المنازل
يرن الهاتف مرات لا أرد أقول مخابرة أخرى لابنة أخي أليس هاتفها ؟ أمد قدمي على درابزين الشرفة , هواء آذار يسقط زهور الياسمين على وجهي أغمض عيني أنسى الصور في رأسي العتمة تشتد الهواء يؤرجح شجرة الصنوبر طويلة تتجاوزنا حتى تصل الى الطابق الثالث . الشرفات كلها تزدان بشجيرات وحدها شرفة ناديا أخت زوجي جدباء تقول انها لن تبقى الشقة هكذا مهجورة تعرضها للبيع , لا أحد يشتريها غالية وقديمة الأثاث الموزع في الصالونات وغرف النوم مغطى بكتان أبيض شاندرا السيريلانكية تعمل ليومين حتى تزيل غبارا لم يمسح منذ شهور .
أنام على الكنبة العريضة في غرفة الجلوس يعاتبني أخي نقولا على نومي هنا يسأل ان كان يزعجني السرير في بيتهم أشرح له كيف أن ناديا قبل سفري أوصتني بالبيت يقول ان البيت هكذا منذ أكثر من خمسة عشر عاما هل أنا ناطورة ؟ يستاء من ناديا ومن طلبها الغريب ثم أليس البواب هو الموكل بتشغيل البراد ورش البيت وتنظيفه كل مدة ؟ نعيد الحديث نفسه كلما يمر بي لنذهب عند أمي باستثناء اليومين الأولين اللذين أقضيهما عند نقولا أخي .
أمكث في بيت ناديا وحدي زوجة أخي ترسل شاندرا تحملها طعاما تطلب منها الغسل أو الكوي أو الجلي حسب الحاجة لا أقبل أقول ان الليل طويل كيف أقضيه دون أن أشغل نفسي ؟ حتى التلفزيون لا يعمل أحيانا ألمح صورا مغبشة ترتسم على شاشته فيما أقلب القنوات أصوات تتقطع أجسام دون رؤوس أطفئه أسمع الراديو أبقيه شغالا حتى يحملني النوم .
يرن الهاتف صوته بعيد ان أصل اليه قبل أن ينقطع الرنين أرد أقوم على مهل أبحث عن زر اللمبة لم أعتد على ايجاده بسهولة يشع ضوء الثريا رقم نقولا تسألني زوجة أخي هل أنا وحدي ؟ سؤال غريب ؟ تقول : أمك أعطتك عمرها .
متى ؟ أسألها .
تقول عند السابعة أثناء نومها هكذا أخبرتها الراهبة الصمت يطول , أرفض أن يأتي أحد ليأخذني الى بيتهم بعد قليل يكلمني نقولا , يتفق معي على ملاقاته صباحا لنتم الاجراءات ونأخذ الجثمان الى الضيعة , يخبرني نقولا انع عبدو سيصل ظهرا من السعودية لحضور الدفن .
أبحث بين ثيابي أجد تنورة وكنزة سوداوين أكوي التنورة حتى تصبح ملساء كالورقة صوت مذيع الأخبار يختلط بعجلات سيارات بالموسيقى المنبعثة من شبابيكها , النسمات باردة الآن تماما الستائر المعدنية تتأرجح وتصفق الجدران بقوة , الصدأ يبقيها مسدلة نفشل في محاولاتنا لرفعها .
من الشقة تحتنا يعلو صراخ المرأة لا تريد لابنها أن يرجع متأخرا صوته يطغى على عويلها يصفق الباب خلفه بقوة أرتعد جافلة ...
لو يكلمني أنطون لكن الصباح لم يطلع عنده بعد , يريد نقولا أن أهجئ له اسم عائلة زوجي بالكاف أم بالغين يسأل " كسبار بالكاف " أرد يشتكي من أقاربنا الذين لا يستطيعون تولي أي أمر وحدهم .
يتصلون ألف مرة لانجاز شيء بسيط كورق النعي أهدئه مرددة : بسيطة تذكر أنهم غير ملزمين بفعل ذلك كأنه لا يفهم ما أقول فيعدد المرات التي اهتم فيها بدلا منهم بكل التفاصيل المزعجة .
الاسم: صلاة من أجل العائلة
المؤلف: رينيه الحايك
الناشر: المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات: 166
الحجم: 2 ميغا بايت
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
إنها أصوات الذاكرة تتدحرج وحدها على الأرصفة، تتسلق الجدران، تنهض في الصباح شجراً في البال، تقيم في المساءات والأحلام التائهة. وفي شريط الذاكرة، صورة عالقة لأحب الناس على قلب الراوية، إنها الأم، التي ستعكس لنا الرواية سيرتها الذاتية على لسان الابنة التي تتلقى خبر وفاة الأم في المأوى فتروح تستعيد أماً لم تكن يوماً طفلة، فقط أرسلتها والدتها الى الخدمة في المنازل
مقتطفات من الرواية

أنام على الكنبة العريضة في غرفة الجلوس يعاتبني أخي نقولا على نومي هنا يسأل ان كان يزعجني السرير في بيتهم أشرح له كيف أن ناديا قبل سفري أوصتني بالبيت يقول ان البيت هكذا منذ أكثر من خمسة عشر عاما هل أنا ناطورة ؟ يستاء من ناديا ومن طلبها الغريب ثم أليس البواب هو الموكل بتشغيل البراد ورش البيت وتنظيفه كل مدة ؟ نعيد الحديث نفسه كلما يمر بي لنذهب عند أمي باستثناء اليومين الأولين اللذين أقضيهما عند نقولا أخي .
أمكث في بيت ناديا وحدي زوجة أخي ترسل شاندرا تحملها طعاما تطلب منها الغسل أو الكوي أو الجلي حسب الحاجة لا أقبل أقول ان الليل طويل كيف أقضيه دون أن أشغل نفسي ؟ حتى التلفزيون لا يعمل أحيانا ألمح صورا مغبشة ترتسم على شاشته فيما أقلب القنوات أصوات تتقطع أجسام دون رؤوس أطفئه أسمع الراديو أبقيه شغالا حتى يحملني النوم .
يرن الهاتف صوته بعيد ان أصل اليه قبل أن ينقطع الرنين أرد أقوم على مهل أبحث عن زر اللمبة لم أعتد على ايجاده بسهولة يشع ضوء الثريا رقم نقولا تسألني زوجة أخي هل أنا وحدي ؟ سؤال غريب ؟ تقول : أمك أعطتك عمرها .
متى ؟ أسألها .
تقول عند السابعة أثناء نومها هكذا أخبرتها الراهبة الصمت يطول , أرفض أن يأتي أحد ليأخذني الى بيتهم بعد قليل يكلمني نقولا , يتفق معي على ملاقاته صباحا لنتم الاجراءات ونأخذ الجثمان الى الضيعة , يخبرني نقولا انع عبدو سيصل ظهرا من السعودية لحضور الدفن .
أبحث بين ثيابي أجد تنورة وكنزة سوداوين أكوي التنورة حتى تصبح ملساء كالورقة صوت مذيع الأخبار يختلط بعجلات سيارات بالموسيقى المنبعثة من شبابيكها , النسمات باردة الآن تماما الستائر المعدنية تتأرجح وتصفق الجدران بقوة , الصدأ يبقيها مسدلة نفشل في محاولاتنا لرفعها .
من الشقة تحتنا يعلو صراخ المرأة لا تريد لابنها أن يرجع متأخرا صوته يطغى على عويلها يصفق الباب خلفه بقوة أرتعد جافلة ...
لو يكلمني أنطون لكن الصباح لم يطلع عنده بعد , يريد نقولا أن أهجئ له اسم عائلة زوجي بالكاف أم بالغين يسأل " كسبار بالكاف " أرد يشتكي من أقاربنا الذين لا يستطيعون تولي أي أمر وحدهم .
يتصلون ألف مرة لانجاز شيء بسيط كورق النعي أهدئه مرددة : بسيطة تذكر أنهم غير ملزمين بفعل ذلك كأنه لا يفهم ما أقول فيعدد المرات التي اهتم فيها بدلا منهم بكل التفاصيل المزعجة .
بيانات الرواية
الاسم: صلاة من أجل العائلة
المؤلف: رينيه الحايك
الناشر: المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات: 166
الحجم: 2 ميغا بايت
روابط تحميل رواية صلاة من أجل العائلة
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق