الصياد المحظوظ حكايات شعبية من نيجيريا لـ الفينستون داريل

تختلط في الحكايات الشعبية، عادةً، شخصيات من البشر والحيوانات والكائنات الخرافية التي تعيش معاً في جَوّ الحكاية.
وفي حكايات نيجيريا الجنوبية يكون التطابق التام بين هذه الشخصيات.. تتداخل أسباب عيشها، وترتبط بعلاقات اجتماعية مدهشة (زواج، صداقة، وإنجاب.)، وينتظرها مصير مشترك، غالباً ما تحدده عناصر الطبيعة والفصول والتضاريس الجغرافية.
إنها تسع وثلاثون حكاية تنشدُ قيمَ الخير والعدالة والحب والوفاء، وتذم أضدادها من قيم الشر والظلم والخداع، بأسلوب يركّز على الطرافة والفِطنة والألغاز.

مقتطفات من الرواية


الصياد المحظوظفي الوقت الذي تنحو فيه شخصيات الحكايات الشعبية غالبا الى أن تكون من البشر أو من الحيوانات أو من اختلاطهما معا , علاوة على الكائنات الخرافية والجن والعفاريت وما شابه فاننا نجد في الحكايات الشعبية لنيجيريا الجنوبية " اسم هذه المستعمرة البريطانية سابقا في زمن جمع هذه الحكايات عام 1910 , والتي أصبحت اليوم جزءا من نيجيريا " ما يتجاوز الاختلاط الى التطابق التام , اذ لا نجد الا نادرا ذلك الخيط الذي يفصل بين هذه العوالم المختلفة في حين أن السمة الغالبة هي تعايشها معا , ليس لجهة امكانية تخاطبها معا وفهم ألسنة بعضها بعضا فحسب كما نجد في الكثير من الحكايات الشعبية الافريقية وتلك الخاصة بالسكان الأصليين في أمريكا واستراليا وكندا , بل أيضا لجهة تداخل أسباب عيشها وارتباطها بعلاقات اجتماعية " الزواج والنبوة والصداقة ...." لا تقوم على مبدأ الجنس الأعلى والأدنى وان كان هذا المبدأ حاضرا بصورة عامة , بل على مبدأ الاشتراك في الفضاء العام وفي المصير الذي غالبا ما تحدده عناصر الطبيعة والفصول والتضاريس الجغرافية وما الى ذلك .
بيد أن المشترك بين هذه الحكايات الآتي معظمها من الغابات والأدغال وسائر حكايات الشعوب هو تركيزها على مبادئ الخير والعدالة والحب والوفاء وسواها من قيم تأتي الحكايات مهما اقتربت من الواقع أو شطحت في الخيال لتؤكد عليها أو لتذم ما هو ضدها من مظاهر الغدر والخداع والحسد والقتل وغيرها من الشرور .
كما نجد بين دفتي هذه الكتاب عددا من حكايات ما اصطلح على تسميته بالأسباب وهي التي تفسر بصورة غيبية لا تخلو من الطرافة والفطنة , ظواهر طبيعية معينة كانت تبدو ملغزة أو أسباب اتخاذ بعض الحيوانات أشكالا وألوانا وسمات فيزيائية معينة , أو أسباب " العداء " القائم بينها وبين غيرها من الحيوانات ولماذا تختار حيوانا بعينه ليكون فريستها المفضلة .
على أي حال تشكل هذه الحكايات رحلة مشوقة في الطبيعة الافريقية وكائناتها الغنية والغربية في الوقت نفسه الذي تصحبنا فيه في رحلة الى الوجدان النيجيري وبعض العادات والتقاليد التي حكمت وربما لا تزال تحكم , هذا المجتمع وسواه من المجتمعات الافريقية .
دنيا فرحات
الغيلم وابنته الفاتنة
كان في قديم الزمان ملك قوي طاول سلطانه الوحوش والحيوانات البرية جميعها وكان الغيلم الأذكى بين الحيوانات والبشر , وكان للملك ابن اسمه اكبانيون , زوجه من خمسين شابة الا أن أيا منهن لم تستحوذ على اعجاب الأمير فغضب الملك أيما غضب وأصدر قرارا بقتل كل والد ووالدة وابنتهما ان كان نصيبها من الجمال أكبر من زوجات الأمير ولقيت استحسانا في عينيه .
وفي ذلك الحين كان للغيلم وزوجته السلحفاة ابنة فاتنة الجمال .
ففكرت أمها أن من غير الآمن الاحتفاظ بابنة بهذا الجمال اذ أن الأمير قد يقع في غرامها وأخبرت زوجها أن من الممكن أن تقتل ابنتهما وترمى في الغابة الا أن الغيلم كان عنيدا فخبأ ابنته حتى بلغت الثالثة من عمرها وذات يوم كان الغيلم وزوجته السلحفاة بعيدين عن مزرعتهما وتصادف أن كان ابن الملك يصطاد على مقربة من منزلهما فرأى عصفورا جاثما على سور المنزل يتأمل الفتاة الصغيرة مأخوذا بجمالها الفتان حتى انه لم يلحظ قدوم الأمير .



بيانات الرواية




الاسم: الصياد المحظوظ حكايات شعبية من نيجيريا
المؤلف: الفينستون داريل
الناشر: كلمة للنشر
عدد الصفحات: 176
الحجم: 2 ميغا بايت


تعليقات