رولدان وقرن الثور حكايات شعبية من بلاد الباسك لـ ماريانا مونتيرو

تنبع معتقدات (الباسك) وحكاياتهم القديمة من الإيمان، ومن شعور أخلاقي عظيم، وتلقي أخيلتها أضواء على فضيلة عميقة أو حقيقة كبرى، وللبرهان على أن معتقدات الأسلاف مصدر للفطرة النبيلة يكفي أن نتأمل أبسطها..
«.. في تلك الليلة، لم يجف الرقاد جفنيها، ولم تؤرقها الرؤى، ولا الأشباح الوهمية، بل نامت هادئة، واستيقظت ممتلئة بالسلام الروحي، إذ أنها رأت روح ابنها، وعلمت أن الولد الذي أفرطت في حبه، كما في البكاء عليه، لم ينس أمه المسكينة، وأحسّت أن طفلها، الذي وهبته مشاعرها، ذهب ليتحد مع أرواح ملائكة أشد حنوّاً».

مقتطفات من الرواية

رولدان وقرن الثور حكايات شعبية من بلاد الباسكأضع أمام القارئ هذه الخرافات والقصص الخيالية والأناشيد القصصية والحكايات الشعبية الباسكية التي تمتد جذورها الى تقاليد قديمة شكلت جزءا من موروث الباسكين عن أجدادهم وتناقلته شفاههم عبر الأجيال وأظن أنه من المناسب الحديث عما تمتلكه هذه الحكايات والخرافات من اهمية أخلاقية وتاريخية اذ تشكل صدى أمينا وانعكاسا صادقا للمشاعر التي سادت في الأجيال الماضية .
مضى زمن كان ينظر فيه بازدراء الى هذه الخرافات من قبل بعض السطحيين ممن لم يتمكنوا من استيعاب الدروس العظيمة والمشاعر السامية التي تكمن خلف شكلها البسيط أما اليوم فقد أضحت هذه الحكايات والخرافات موضع دراسة معمقة .
وقد تمكنت عقول المفكرين المعاصرين من سبر غور الظلال التي تركتها المجتمعات الغابرة التي بادت حاملة معها أسرار فكرها وحضارتها وأنماط عيشها فهذا الارث من الحكايات يمثل سجلا لمجتمعات الأسلاف ويحتوي كنوز معارفها ومعتقداتها ويسجل طرائق حياتها ويؤشر الى عظمة تاريخها .
يتحدر الباسكيون ككل الأعراق البدائية من العائلة الأبوية عينها وكانت لهم عادات وطقوس مماثلة مما جعلهم يمتلكون الكثير من التقاليد التي تتشابه مع سواهم من الأمم على الرغم من الفروقات الجغرافية والدينية والمناخية وغيرها من المؤثرات المادية والمعنوية .
وفي مقابل ذلك يتفرد الباسكيون في قدرتهم على الحفاظ على هويتهم الوطنية وأعرافهم وعاداتهم وقوانينهم ولغتهم من دون أن تمسسها الأعاصير التي عصفت بهم تاريخيا وكذلك من دون أن تتأثر بالثورات الكبرى التي هزت تاريخ أوروبا فقوضت امبراطوريات كبرى وانهكت أمما قوية وأبادت لغات وأحيانا أعراقا بأكملها .
وقد دفعتهم حيويتهم المميزة وروحهم الحربية الى القتال على اليابسة وتحقيق انتصارات في البحر واكتشفوا مناطق مجهولة وسيطروا عليها وكذلك مكنهم ذكاؤهم العملي من تجميع عناصر عدة وصوغها بمهارة في قانون حكيم عز نظيره لقد تبعوا تلك الروح التي ميزت عرقهم تقليديا وكذلك وثقوا بها للحفاظ على مؤسساتهم وتاريخهم وفي المقابل لم يدونوا على الورق لا تلك الأفعال المجيدة ولا مفاتيح تنظيمهم المتين ولا حتى تلك الروح السيادية التي تبدو راهنا غير مفهومة بالنظر الى الحدود الضيقة لما يحوزونه من أراض وثروات وبعد أخذ تلك الظروف جميعا في الاعتبار فأي أهمية تكمن في تجميع آلاف القطع المتناثرة من تقاليد تلك الأمة ومعتقداتها التي تلتمع كالبرق في ليل داكن وتظهر الحجب الكثيفة المسدلة على الأسرار المستغلقة لتاريخ شعب الباسك المجيد ؟
ثمة من يستسيغ وضع المعتقدات الشعبية في زعم مفاده أنها تنجح في تأبيد التفكير الغيبي عند الشعوب ولسوء الحظ يصعب انكار ميل العامة الى الغيبيات .
وفي الوقت عينه تجدر الاشارة الى أن العظماء والمبرزون يشاطرون العامة ذلك العيب ويثبت ذلك أيضا أن المعتقدات الشعبية ليست المصدر الأوحد للتفكير الغيبي فبمقدار عجز الانسان عن فصل الحقيقة عن الزيف في الزمان والمكان وأيضا في العالمين المادي والمعنوي يسمح لنفسه بالانجذاب الى ما هو غير مفهوم ولا معلوم وكذلك يسعى بشغف للسير في المساحات الغامضة للمتخيل كي يشبع حشريته وفضوله وليحصل على تفسير آخر لما عجز عن استيعابه عقلانيا .
ليس ثمة طريق آخر لفهم الوجود المديد للغيبي عند الأعراق كلها بغض النظر عن تقدمها في الدين أو الثقافة أو في الامتداد .


المحتويات
  • أكويلار
  • أرغويدونا
  • مايتاغاري ايتورينو "2 "
  • ساحرة " زالدن "
  • الاعتراف
  • المبارزة
  • مايتاغاري
  • الحاج
  • خاتمة
  • رولدان وبوق قرن الثور

بيانات الرواية




الاسم: رولدان وقرن الثور حكايات شعبية من بلاد الباسك
المؤلف: ماريانا مونتيرو
الناشر: دار كلمة للنشر
عدد الصفحات: 162
الحجم: 2 ميغا بايت


تحميل رواية رولدان وقرن الثور حكايات شعبية من بلاد الباسك

 



تعليقات