تحية المساء لـ عبد الوهاب مطاوع

تجمع ما بين العديد من التجارب الإنسانية الحقيقية الأغرب من الخيال ما يجعلك تنتقل بين الخوف من الغد و الأنس بالوفاء و التقدير

مقتطفات من الرواية

تحية المساء  أكتب اليك وأنا مشوشة الذهن وضعيفة التركيز فانا سيدة في الأربعين من عمري تزوجت زواجا تقليديا عن طريق الأهل لكنني أحببت زوجي بعد ذلك بشدة وسافرنا معا للعمل بالخارج لمدة عشر سنوات أنجبنا خلالها ولدين وكان لي نعم الزوج والمحب المخلص ولم ألحظ عليه طوال ذلك أية عيوب أو لعلي هونت دائما من شأن أي عيب لمسته فيه كما ينبغي دائما للزوجة المحبة أن تفعل مع زوجها
 ثم رجعنا الى بلدنا وعاد زوجي الى عمله السابق وعدت أنا كذلك الى عملي وبدأ هو القيام ببعض المشروعات التجارية الى جانب عمله فوقفت الى جواره أشجعه وأحافظ على أمواله حتى اتهمني البعض بالوصول الى حد البخل مع نفسي وابني من أجله أما هو فلقد كان مهتما بالظهور بمظهر رجال الأعمال ومن حقه أن يفعل ذلك . وتحملت هذه الفترة من أجل مستقبل ننعم فيه بجني ثمار غربتنا وشقائنا ولم أطالبه بالرغم من مشاركتي له في كل شيء بأن يكتب احدى الشقق باسمي حين أصبح لنا شقة بالقاهرة وأخرى بالاسكندرية وثالثة بالساحل الشمالي .
ومضت الأيام بنا وهو يتقدم في عمله ومشروعاته حتى أصبح من الأثرياء وبدأت أسمع منه نغمة غريبة لم أسمعه من قبل وهي أنني معقدة لأنني قد تربيت تربية متزمتة وهو لا يريدد لابنينا أن ينشآ معقدين مثلي وأنني لست حريصة على بيتي وابني وتلفت حولي أبحث في نفسي وفيمن حولي عن مبرر لهذه الاتهامات فلم أجد ما يدعوه لمثل هذه الشكوى فأنا على درجة عالية من الثقافة والتعليم واقرأ باستمرار وأحرص على الاستفادة بآراء المتخصصين في التربية .
ثم لاحظت بعد ذلك أن الابنين قد بدآ يسخران من توجيهاتي ونصائحي لهما ويصفانها بتشجيع من أبيهما بالتزمت مع أنني لست متزمتة وتواكب مع ذلك أن بدأ زوجي يحكي لي عن زميلة له في العمل يسيء زوجها معاملتها الى حد الضرب والاهانة ويحثني على دعوتها لزيارتنا دون زوجها واتخاذها صديقة لي لكي نخفف عنها مأساتها واستجبت لرغبته وبدأت أدعوها للخروج معنا وشجعني على ذلك أنها لا تتمتع بأي مسحة من الجمال ومتزوجة ولديها ولدان في مثل عمر ابني .
وبعد ذلك بدأت ألاحظ كثرة غياب زوجي واختلاقه الأعذار الكثيرة للتأخير في الخارج كما كثرت الخلافات بيننا حول ذلك , وفي أحد هذه الخلافات فوجئت به يصارحني في هدوء غريب بأنه قد تزوج من أخرى وجد معها نفسه وأنه قد جاء الوقت الذي يزيح فيه هذا السر عن صدره لكي يستريح ثم طالبني بعد ذلك بأن أحدد مصير الأسرة ولسوف يفعل ما أريد مع مراعاة أنه مازال يحبني ولا يستطيع أن يستغني عني أو عن الأخرى .
وهكذا وضع زوجي من تحملت معه صعوبات البداية وعناء الغربة وشاركته السراء والضراء في ميزان واحد مع الأخرى , التي لم تعرفه الا وهو ناجح وثري ولم أتحمل الموقف وثارت كرامتي وطالبته بالطلاق فراح يضغط علي بكل الوسائل للعدول عنه وقام بتشويه صورتي أمام الأقارب والجيران بل وزملاء العمل قائلا للجميع ان من تطلب الطلاق دون سبب تحرم من رائحة الجنة وان زواجه بأخرى ليس سببا مقنعا لطلب الطلاق .
وراح الجميع يضغطون علي للتنازل عن طلب الطلاق حرصا على الأسرة وابني والأموال التي سأحرم منها بالانفصال .

بيانات الرواية




الاسم: تحية المساء
المؤلف: عبد الوهاب مطاوع
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
عدد الصفحات: 206
الحجم: 21 ميغا بايت


تحميل رواية تحية المساء

 


تعليقات