بدأ باحثاً عن وطن، وانتهى به المطاف باحثاً عن الحب، تلك هي حال جان بوسمانس بطل رواية (الأفق) للكاتب الفرنسي باتريك موديانو، الذي ما أن وجد ذلك الحب أو شبه له أجهض، بفعل عوامل الزمن والحروب ومطاردة السلطات، ولكنه لم ييأس بل حمل حبّه في داخله على مرّ السنين وها هوم اليوم يبدأ بالبحث عنه. كان ذلك بعد الحرب العالمية الثانية، البطلان في العشرينات من العمر يعربان عن ضياعهما في بداية الرواية وسط العاصمة باريس في مرحلة قلقة وماضية أثناء الحرب العالمية الثانية .
منذ زمن ليس بالبعيد أخذ بوسمان يتأمل فترات من شبابه فترات منعزلة حادة الفواصل ووجوها دون أسماء ولقاءات هاربة كانت كل هذه الأشياء تنتمي الى ماض بعيد ومع أن هذه الأحداث القصيرة لم تكن تمت بأية صلة الى باقي فترات حياته فقد بقيت عالقة في حاضر سرمدي لطالما تساءل عنها لكن الاجابات ظلت على الدوام غائبة ستبقى هذه المزق بالنسبة له لغزا محيرا هكذا شرع مؤخرا بوضع قائمة لها وهو يحاول مع ذلك أن يحدد نقط ارتكاز لها : تاريخا ما , مكانا محددا أو اسما لم يعد يذكر كتابته على نحو صحيح .
كان قد اقتنى دفتر مذكرات صنع غلافه من جلد أسود وكان يحمله في الجيب الداخلي لسترته مما كان يسمح له كلما مرت بذهنه واحدة من تلك الذكريات المعتمة بتدوين ملاحظات في أي وقت اليوم لطالما رغب في أن ينخرط في لعبة قوامها التأني والصبر لكن ما أن يعود بالزمن الى الوراء حتى يخامره شعور بالندم : لماذا تتبع هذا المسار دون غيره ؟ لماذا جعل ذلك الوجه أو ذلك الشخص الذي يعتمر قبعة غريبة من الفرو والذي يمسك كلبا صغيرا بواسطة سلسلة يتيه في غياهب المجهول ؟ يشعر بالدوران كلما فكر فيما كان يمكن أن يحدث ولكنه لم يحدث .
توازي هذه النتف من الذكريات سنوات عمرك وقد شقت مقاطع الطرقات مسار حياتك وشرعت أمامك المخارج تلو المخارج لدرجة تشعر بحرج الاختيار بينها .
كانت الكلمات التي يملأ بها دفتر مذكراته تشير الى المقال المتعلق ب " المادة المظلمة " والذي كان قد بعث به الى دورية تعنى بمجال الفلكيات خلف الأحداث المحددة والوجوه المألوفة يقبع احساس بكل ما صار لاحقا مادة مظلمة : لقاءات قصيرة مواعيد لم تتحقق رسائل ضائعة أسماء وأرقام هواتف ترتسم في مذكرة قديمة والتي نسيتها وكل أولئك الذين واللواتي مررت بهم في طريقك دون أن تدري بذلك وكما في علم الفلك فان هذه المادة المظلمة كانت أكبر حجما قياسا بالجزء الظاهر من حياتك لقد كانت غير محددة وهو لا يحتفظ في مذكرته سوى بذلك البصيص الذي يومض في جوف هذه الظلمة كم كان وانيا هذا الوميض بحيث أنه كان يطبق عينيه ويركز انباهه بحثا عن جزئية دالة ستسعف في اعادة صياغة الكل غير أنه لا يوجد أي كل لا شيء سوى هذه الشذرات غبار النجوم لشد ما رغب في أن يغوص في أحشاء هذه المادة المظلمة أن يصل الخيوط الممزقة بعضها ببعض نعم ويرجع الى الوراء ليمسك مرة أخرى بهذه الظلال وأن يعلم أكثر عنها .
محال ذلك اذن لم يتبق له سوى العثور من جديد على الألقاب أو حتى الأسماء لعلها تسعف كنقط جذب ستبعث الى سطح الوجود انطباعات ملتبسة وجدت العناء الكبير في توضيحها أهي من طبيعة الأحلام أم من نسج الواقع ؟
ميروفي لقب أو اسم ؟ لا داعي للكثير من التركيز هنا مخافة أن يخبو الوميض الى الأبد من الجيد أنه كان قد دون الاسم في مذكرته ميروفي لعل التظاهر بالتفكير في شيء آخر يعد الوسيلة الوحيدة لجعل الذكرى تتحدد من تلقاء ذاتها بشكل طبيعي دون أن يرغمها المرء على ذلك ميروفي .
بيانات الرواية
الاسم: الأفق
المؤلف: باتريك موديانو
الناشر: منشورات ضفاف
عدد الصفحات: 152
الحجم: 2 ميغا بايت
تحميل رواية الأفق
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية

كان قد اقتنى دفتر مذكرات صنع غلافه من جلد أسود وكان يحمله في الجيب الداخلي لسترته مما كان يسمح له كلما مرت بذهنه واحدة من تلك الذكريات المعتمة بتدوين ملاحظات في أي وقت اليوم لطالما رغب في أن ينخرط في لعبة قوامها التأني والصبر لكن ما أن يعود بالزمن الى الوراء حتى يخامره شعور بالندم : لماذا تتبع هذا المسار دون غيره ؟ لماذا جعل ذلك الوجه أو ذلك الشخص الذي يعتمر قبعة غريبة من الفرو والذي يمسك كلبا صغيرا بواسطة سلسلة يتيه في غياهب المجهول ؟ يشعر بالدوران كلما فكر فيما كان يمكن أن يحدث ولكنه لم يحدث .
توازي هذه النتف من الذكريات سنوات عمرك وقد شقت مقاطع الطرقات مسار حياتك وشرعت أمامك المخارج تلو المخارج لدرجة تشعر بحرج الاختيار بينها .
كانت الكلمات التي يملأ بها دفتر مذكراته تشير الى المقال المتعلق ب " المادة المظلمة " والذي كان قد بعث به الى دورية تعنى بمجال الفلكيات خلف الأحداث المحددة والوجوه المألوفة يقبع احساس بكل ما صار لاحقا مادة مظلمة : لقاءات قصيرة مواعيد لم تتحقق رسائل ضائعة أسماء وأرقام هواتف ترتسم في مذكرة قديمة والتي نسيتها وكل أولئك الذين واللواتي مررت بهم في طريقك دون أن تدري بذلك وكما في علم الفلك فان هذه المادة المظلمة كانت أكبر حجما قياسا بالجزء الظاهر من حياتك لقد كانت غير محددة وهو لا يحتفظ في مذكرته سوى بذلك البصيص الذي يومض في جوف هذه الظلمة كم كان وانيا هذا الوميض بحيث أنه كان يطبق عينيه ويركز انباهه بحثا عن جزئية دالة ستسعف في اعادة صياغة الكل غير أنه لا يوجد أي كل لا شيء سوى هذه الشذرات غبار النجوم لشد ما رغب في أن يغوص في أحشاء هذه المادة المظلمة أن يصل الخيوط الممزقة بعضها ببعض نعم ويرجع الى الوراء ليمسك مرة أخرى بهذه الظلال وأن يعلم أكثر عنها .
محال ذلك اذن لم يتبق له سوى العثور من جديد على الألقاب أو حتى الأسماء لعلها تسعف كنقط جذب ستبعث الى سطح الوجود انطباعات ملتبسة وجدت العناء الكبير في توضيحها أهي من طبيعة الأحلام أم من نسج الواقع ؟
ميروفي لقب أو اسم ؟ لا داعي للكثير من التركيز هنا مخافة أن يخبو الوميض الى الأبد من الجيد أنه كان قد دون الاسم في مذكرته ميروفي لعل التظاهر بالتفكير في شيء آخر يعد الوسيلة الوحيدة لجعل الذكرى تتحدد من تلقاء ذاتها بشكل طبيعي دون أن يرغمها المرء على ذلك ميروفي .
بيانات الرواية
الاسم: الأفق
المؤلف: باتريك موديانو
الناشر: منشورات ضفاف
عدد الصفحات: 152
الحجم: 2 ميغا بايت
تحميل رواية الأفق
روابط تحميل رواية الأفق
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق