يعود برتولد برشت عام 1948 إلى برلين التي يعول فيها النظام الشيوعي عليه لبناء مسرح بوروليتاري واشتراكي يكون واجهة ثقافية للنظام. يلتقي الكاتب المسرحي بالممثلة ماريا أيش التي تصبح عشيقته.
لا يعلم بعد أن المرأة الشابة سوف تدون، يوماً بعد يوم، أقواله وأفعاله، وتقرأ بريده، وتنقل بأمانة ما تراه وتسمعه إلى عملاء الشتازي أو الشرطة السياسية. فعلى الرغم من الحفاوة الرسمية التي تحيط ببرشت، كان بعضهم يرتاب بذلك الكاتب الذي أمضى سنوات كثيرة لدى الرأسماليين الأميركيين...
لا يعلم بعد أن المرأة الشابة سوف تدون، يوماً بعد يوم، أقواله وأفعاله، وتقرأ بريده، وتنقل بأمانة ما تراه وتسمعه إلى عملاء الشتازي أو الشرطة السياسية. فعلى الرغم من الحفاوة الرسمية التي تحيط ببرشت، كان بعضهم يرتاب بذلك الكاتب الذي أمضى سنوات كثيرة لدى الرأسماليين الأميركيين...
مقتطفات من الرواية

بعد ساعة وصلت ثلاث سيارات سوداء لاصطحاب الزوجين من بين الذين قدموا أبوش وبيشير وييرينغ ودودوو وجميعهم أعضاء في الرابطة الثقافية أشاروا الى أن الصحافيين ينتظرون في محطة القطار فعلق برشت :
هكذا نكون ق تخلصنا منهم !
ابتسم ابتسمت هيلين وابتسم بيشير اغتصب ييرينغ ابتسامة ولم يبتسم دودوو , كانت هيلين فايغل تقف منتصبة وسط المسؤولين وقد ارتبكت ذراعاها بباقة من أزهار الربيع بطقمها الأسود ووجها العظمي ونظرتها القاسية وشعرها المعقوص كانت مبتسمة ومنيعة .
صافح برتولد برشت بعض الأيدي سحنات جامدة سحنات رمادية ظل الزوجان جامدين وسط معاطف مسؤولي الرابطة الثقافية كانوا جميعا يلوحون منبهرين ببرشت هذا المستدير الوجه بشعره المصفف على جبينه مثل امبراطور روماني .
أخيرا يشهدون عودة برشت العظيم أشهر كاتب مسرحي ألماني عودته الى ألمانيا بعد خمسة عشر عاما أمضاها في المنفى لما أبعد أحد رجال الشرطة آخر مصور صحفي أغلق برشت باب السيارة وابتعد موكب السيارات الرسمية .
كان برشت يتأمل اسفلت هذه الطريق التي تقود الى برلين لا يخل المرء الى المدينة بل الى طقسها الغائم شعارات جدارية اباحية أشجار أعشاب أنهار كبيرة مهملة شرفات متهالكة نباتات مجهولة أنقاض أبنية منتصبة وسط الحقول دخلت السيارة وسط برلين بعض النساء اللواتي يغطين شعرهن بمنديل يرقمن حجارة .
رحل عن الأرض الألمانية في 28 \ فيفري 1933 , في تلك الفترة كانت الرايات والصلبان المعقوفة تنتشر في كل الشوارع اليوم 22 تشرين الأول \ أوكتوبر 1948 , انقضت خمسة عشر عاما قاسية اليوم تمضي السيارات الرسمية بسرعة وتتخطى شاحنات سوفياتية وبعض المارة القلائل الذين يرتدون ثيابا رثة .
أنزل برشت زجاج النافذة وطلب من السائق التوقف ترجل أشعل سيجارا وتأمل هذه الأنقاض يسود صمت عارم أسوار بيضاء نوافذ محترقة وأبنية كثيرة منهارة شمس الأصيل الريح الكثير من الفراشات الغريبة بطاريات مفككة حصن منيع .
جلس برشت على حجر ثم أصغى الى السائق يقول له ان اعادة بناء المدينة ممكن لو باشر الممولون بذلك وفكر برشت في أن الممولين هم بالضبط الذين أطاحوا بالمدينة الى الحضيض ركب السيارة يرخى بعض الجدران صفائح من الظل داخلها .
كيلومترات من الأنقاض واجهات زجاجية محطمة سيارات مصفحة حواجز جنود سوفيات أمام أفاريز وأسلاك شائكة بعض الأبنية يشبه المغاور حفر مساحات شاسعة من المياه أنقاض أخرى .
مساحات خاوية هائلة وأحيانا بعض المارة المتجمعين حول موقف الترام , كان موظفو فندق آدلون يراقبون وصوله من خلال النوافذ في الغرفة الفسيحة خلع برشت معطفه وسترته استحم وانتقى قميصا من الحقيبة تحته بأربعة طوابق الأرض الألمانية .
في بهو الفندق ألقيت كلمة ترحيب وفيما كانت الكلمة تشكره على حضوره استسلم قليلا للنعاس خطرت بباله أسطورة ألمانية قديمة للغاية قرأها في مدرسة أوغزبورغ واستحضرتها ذاكرته خلال اقامته في كاليفورنيا , لمحت خادمة شبحا مألوفا يجلس الى جانبها قرب المصطلى .
بيانات الرواية
الاسم: عشيقة برتولد برشت
المؤلف: جاك بيارأميت
الناشر: دار الفارابي
عدد الصفحات: 190
الحجم: 2 ميغا بايت
روابط تحميل رواية عشيقة برتولد برشت
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفأشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق