سر يؤرقني لـ أليس مونرو

تُظهر أليس مونرو في هذه المجموعة القصصية المتميزة عددًا من المهارات التي تتميز بها؛ منها الفطنة، وقوة الملاحظة، والأسلوب النثري المباشر، والإتقان المبهر للكتابة، وهي المهارات التي دفعت ناقدًا عملاقًا مثل جون أبدايك إلى مقارنتها بأنطون تشيكوف. إن الشخصيات التي ترسمها مونرو في هذه المجموعة القصصية — الأخوات والأمهات والبنات والخالات والجدات والصديقات — تزخر بالأمل والحب، وتموج بالغضب والوفاق، وذلك في سعيها للتعامل مع الماضي والحاضر واستشراف المستقبل.

متطفات من الرواية

سر يؤرقني  ( ( على أي حال ، إنه يعرف كيف يفتن النساء . )) هكذا قالت إت لشار . لم يكن بمقدورها ان تعرف ما اذا كانت شار قد صارت أكثر شحوبا لدى سماعها ذلك ؛ نظرا لأن شار كانت بالفعل شاحبة لأقصى درجة ، و مع ابيضاض شعرها الآن ، صارت أشبه بشبح إنسان . بيد أنها لا تزال جميلة ؛ إذ لم تفقد رونقها . واصلت إت قائلة : (( إنه لا يكترث بالسن او الحجم . أعتقد انها موهبة فطرية يتمتع بها ، لكني آمل ألا تكون السيدات ينخدعن فيه و يقعن بين براثنه . ))
قالت شار : (( هذا أمر لا يقلقني . ))
قبل يوم واحد قبلت إت دعوت بلايكي نوبل للذهاب معه في واحدة من جولاته و الاستماع الى معسول كلامه . و وجهت الدعوة أيضا الى شار ، و لكنها لم تذهب بالطبع . كان بلايكي نوبل يقود حافلة ، كان الجزء السفلي منها مطليا باللون الأحمر فيما كان الجزء العلوي مخططا ، بحيث تشبه المظلة . و على جانب الحافلة كتبت الكلمات التالية : (( جولات على شواطئ البحيرات ، مقابر الهنود ، الحدائق الجيرية ، منتجع المليونيرات ، مع السائق و المرشد بلايكي نوبل . )) كان بلايكي يقيم في غرفة بالفندق ، و كان يعمل أيضا مع أحد مساعديه بالأرض في تجزيز العشب و تقليم أشجار أسوار الحدائق و حفر الحواف . يا له من ذل بعد عز ! قالتها إت في بداية فصل الصيف عندما اكتشفت عودته ؛ فقد عرفته هي و شار في الأيام الخوالي .
و هكذا وجدت إت نفسها محشورة في حافلته مع الكثير من الغرباء ، لكنها بحلول عصر اليوم كونت صداقات مع عدد منهم ، و قطعت على نفسها وعودا بتوسعة بعض السترات ، كما لو انه لم يكن لديها ما يشغلها بالفعل . كان هذا كله على هامش الأحداث ، أما ما كان يشغل بالها حقا فهو مراقبة بلايكي .
و ما الذي لديه ليستعرضه ؟ بضع ربى ينمو عليها العشب ، مدفون تحتها حثث الهنود ، بقعة من الأرض مليئة بمنحوتات جيرية غريبة الشكل ، كئيبة المنظر ، ذات لون ابيض مائل للرمادي – في محاكاة متكلفة لنباتات ( يمكنك ان تعتبرها مقبرة إن اردت ذلك ) – و منزل عتيق ذو هيئة بشعة بني بأموال الخمور ، غير ان بلايكي حقق أقصى استفادة منه ؛ اذ بدأ عرضه بحديث تاريخي عن الهنود ، أتبعه بحديث علمي حول الحجر الجيري . لم يكن أمام إت وسيلة لمعرفة مدى صحة ما يرويه لهم . أما آرثر فيعرف ، و لكنه لم يكن هناك ؛ فلم يكن هناك سوى نسوة سخيفات ، يأملن أن يمشين بجانب بلايكي من المعالم السياحية و إليها ، و الدردشة معه و هن يحتسين الشاي في جناح الحجر الجيري ، متطلعات الى ان يضع يده القوية أسفل مرافقهن ، بينما تمسد يده الأخرى مكانا ما حول الخصر ، و هو يساعدهن في النزول من الحافلة ( همست إت بحدة : (( أنا بست سائحة )) عندما حاول فعل ذلك معها ) .

بيانات الرواية




الاسم : سر يؤرقني
المؤلف : أليس مونرو
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 237
الحجم : 4.5 ميجا


تحميل رواية سر يؤرقني

 



تعليقات