الحمل و تأثيره على العلاقة الزوجية



تعتبر مسألة العلاقة الزوجية وتأثيرها على الحمل من الأمور الشائكة التى لاقت جدلا كبيرا نظرا لوجود العديد من الإجتهادات المغلوطة القائمة على مجرد آراء شخصية دون أن تستند إلى إلمام علمى كافى بهذا الأمر ، لذا ومن خلال السطور القليلة القادمة سنقوم بتسليط الضوء على أهم ماينبغى ذكره فى هذا الشأن .
فى البداية لابد أن نشدد أن الرأى الطبى السليم فى هذا الأمر ينص على أنه ما من تعارض بين العلاقة الزوجية وسلامة الحمل ، إذ ينبغى أن تسير الأمور وفق السابق وما هو معتاد دون تغيير ، لكن فى نفس ذات الوقت يوجد بعض الحالات التى فيها يجب التوقف تماما عن العلاقة الزوجية كيلا يتأثر الحمل بصورة سلبية ، وتشتمل هذه الحالات على مايلى ..
  • ·       حدوث إجهاض سابق بصورة متكررة فى الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ، حيث ينصح بتجنب العلاقة الزوجية فى هذه الفترة حتى ثبات الحمل .
  • ·       وجود نزيف مهبلى ، أو إضطراب فى وضع المشيمة ، حيث يمنع العلاقة الزوجية تماما حتى إستقرار الأمور ، وتأكيد الطبيب المعالج بعدم وجود أى مانع للعلاقة الزوجية .
  • ·       وجود إلتهابات مهبلية : حيث ينصح بعدم حدوث أى علاقة زوجية طوال فترة العلاج كيلا تتفاقم الأمور ، ويسرى نفس الأمر فى حالة وجود إلتهابات بقناة مجرى البول ( سواء للزوج أو الزوجة ) .

ويجدر بنا الإشارة إلى ضرورة توخى الحذر وإختيار الأوضاع التى تتجنب حدوث ضغط على الحمل .

ويشير بعض خبراء علم النفس السلوكى إلى أن الرغبة فى العلاقة الزوجية لدى الأم قد تقل أحيانا أثناء شهور الحمل ، وذلك لأن جل إهتمامها عادة مايكون موجها للطفل القادم وأمومتها له ، ولاسيما إذا كان طفلها الأول ، كذلك فإنها قد تساورها بعض المخاوف حول العلاقة الزوجية وتأثيرها السلبى على صحة وسلامة الحمل ، لذا ينبغى تصحيح هذه المفاهيم لديها ، كذلك ينبغى أن يتفهم الزوج معطيات هذه المرحلة التى تمر بها الأم .
ويلاحظ أيضا أن الرغبة فى العلاقة الزوجية لدى الأم قد تزداد ولاسيما فى شهور الحمل الأخيرة ، ويرجع سبب ذلك الأمر إلى أنه ومع كبر حجم الرحم فإنه يضغط بصورة قوية على منطقة الحوض ، مما يسبب له حالة من الإحتقان الشديد ، الذى يزيد من عملية الإستجابة ، والرغبة فى العلاقة الزوجية .

أما بالنسبة للرجال ففى حالات نادرة جدا قد ينشأ مايسمى فى علم النفس السلوكى بإسم " عقدة مادونا " وهى حالة من الصوت الداخلى الذى ينهاه عن العلاقة الزوجية أثناء الحمل بإعتباره ينتهك شئ مقدس .. كذلك وبعيدا عن هذه العقدة قد يسبب منظر الزوجة وإنتفاخ حجم بطنها حالة من الخوف الطبيعى على الجنين وسلامته ، مما يؤدى إلى فتور العلاقة ، وعموما كل هذه الأمور تستلزم القليل من النصح والإرشاد النفسى السلوكى ، كذلك فإن الأعم الأغلب من الرجال لا تتأثر علاقاتهم الزوجية بزوجاتهم أثناء فترة الحمل .

تعليقات